كشف الدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود وجيوتكنيك السواحل الطينية بجامعة التكنولوجيا في ماليزيا، عن تطور خطير في تسريبات المياه بسد السرج الإثيوبي، وهو السد الركامي المكمل لسد النهضة.
وفقًا لتحليلات صور الأقمار الصناعية التي نشرها الدكتور حافظ، فإن حجم التسريبات تحت سد السرج شهد زيادة كبيرة بعد اكتمال الملء الخامس لسد النهضة في نوفمبر 2024. هذه التسريبات تشكل تهديدًا خطيرًا على استقرار السد والمناطق المحيطة به.
تحليل التسريبات عبر صور الأقمار الصناعية:
أوضح الدكتور حافظ أن الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية في نوفمبر 2024 تُظهر زيادة ملحوظة في رطوبة الأراضي خلف سد السرج مقارنة بصور مشابهة من عام 2019، حيث لم يكن سد النهضة ممتلئًا حينها.
الزيادة في اللون الأزرق الداكن بين عامي 2019 و2024 تعكس زيادة التشبع المائي للتربة، مما يشير إلى وجود تسريب من مياه البحيرة تحت سد السرج.
أسباب التسريب:
يرجح الدكتور محمد حافظ أن السبب الرئيسي وراء زيادة الرطوبة هو تسريب المياه من بحيرة السد إلى تربة الأساس. هذه الظاهرة تؤكد أن البنية التحتية لسد السرج قد تواجه مشكلات هندسية مع مرور الوقت، خاصة مع زيادة الضغط الناتج عن تخزين المياه.
تأثيرات التسريب على استقرار سد النهضة:
قد يؤدي التسريب المستمر إلى زعزعة استقرار سد السرج، وهو الركيزة الأساسية لسد النهضة.
يتوقع الدكتور حافظ أن تظهر مشكلات الاستقرار بشكل أكثر وضوحًا خلال السنوات الثلاث الأولى من التشغيل الكامل للسد.
الفقد المائي:
وفقًا لدراسة نشرها فريق دولي من علماء الهيدرولوجيا والجيولوجيا في دورية “PNAS”، قُدرت كمية المياه المفقودة بسبب التسريب بنحو 19.8 مليار متر مكعب خلال السنوات الثلاث الأولى من ملء السد.
تأثير بيئي:
تشبع التربة بالمياه قد يؤدي إلى تغيرات بيئية في المناطق المحيطة بالسد، بما في ذلك التأثير على المزارع والموارد الطبيعية المحلية.
رصد تسريبات سابقة:
في بداية عام 2022، كشفت صور من القمر الصناعي الصيني عن تسريبات كبيرة تحت سد النهضة بعد اكتمال الملء الثاني.
تم استخدام تقنيات أقمار صناعية حديثة لتحديد مسار المياه الجوفية على أعماق تصل إلى 100 متر، مما أظهر أدلة إضافية على فقد المياه.
تشير الأدلة العلمية والتقارير الميدانية إلى وجود تسريبات كبيرة من سد السرج، مما يهدد استقرار سد النهضة ومحيطه. تزايد هذه المشكلة مع مرور الوقت قد يؤدي إلى تحديات بيئية وهندسية جسيمة. الحلول تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي، إضافة إلى مراقبة دقيقة واستراتيجيات هندسية لتخفيف الأضرار المحتملة.