أكد رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، أن محاولات حزب المؤتمر الوطني المحلول لعقد مجلس الشورى تعتبر “مؤسفة ومرفوضة”، مشددًا على أن الحكومة السودانية لن تسمح بأي تحركات سياسية تهدد وحدة البلاد أو تقدم دعمًا للمقاتلين المناهضين في الميدان.
وفي تصريحاته خلال افتتاح مؤتمر اقتصادي لوزارة المالية في مدينة بورتسودان، قال البرهان إنه يتابع عن كثب محاولات انعقاد مجلس شورى الحزب المحلول، وأكد أن هذه التحركات لن تؤثر على استقرار البلاد أو تضر بالجهود العسكرية التي يخوضها الجيش ضد التمرد. وأضاف: “لن نسمح بأي عمل سياسي مناوئ يهدد وحدة البلاد والمقاتلين في الميدان”.
وأدان البرهان، في تصريحاته، ما وصفه بمحاولات البعض ربط المقاتلين في الجيش السوداني بحزب المؤتمر الوطني المحلول أو أي جهة سياسية أخرى، مؤكدًا أن كل المقاتلين هم أبناء الشعب السوداني الذين يقاتلون من أجل قضية وطنية مشتركة. كما دعا إلى تجنب الخلافات السياسية الحالية والتركيز على دعم الجيش في حربه ضد المتمردين، مشيرًا إلى أن الوقت ليس مناسبًا للانشغال بالعمل السياسي والمدني، والذي يجب أن يُؤجل إلى حين انتهاء الحرب.
الفيتو الروسي وتأثيره على السودان
وفي سياق آخر، تناول البرهان تعليقًا على استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن الدولي حول السودان. قال البرهان إن الحكومة السودانية لم توافق على مشروع القرار لأنه “معيب ولم يلبِّ متطلبات السودان”. وأكد أن العلاقات المستقبلية مع الدول الحليفة بعد الحرب ستعتمد على مواقف هذه الأطراف من دعم السودان أو محاربته.
وكان مشروع القرار البريطاني يهدف إلى حماية المدنيين في السودان وضمان المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان، وهو ما اعتبره البرهان غير كافٍ لأنه لم يتضمن إدانة واضحة لما وصفه بالانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في مناطق سيطرتها.
كما شدد البرهان على رفضه لأي تدخلات خارجية في الشأن السوداني، مؤكدًا أن الحلول يجب أن تكون سودانية خالصة وأن النصر بات قريبًا. وقال إن الموازين ستتغير قريبًا لصالح القوات المسلحة السودانية، مكرّرًا رفضه التام للتفاوض أو وقف إطلاق النار إلا إذا تم الربط بين هذه المسائل بانسحاب قوات الدعم السريع من المناطق التي دخلتها، وتجميع قواتها في نقاط محددة، بالإضافة إلى فك الحصار عن مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور.
التوترات داخل حزب المؤتمر الوطني
من جهة أخرى، كشفت تقارير عن وجود انقسام داخل حزب المؤتمر الوطني المحلول بعد دعوته لعقد مجلس الشورى لاختيار رئيس جديد للحزب، خلفًا لإبراهيم محمود حامد. وتشير هذه الانقسامات إلى أن الحزب المحلول يسعى إلى إعادة تنظيم صفوفه في وقت حساس للغاية في تاريخ السودان، حيث تركز الحكومة على القضاء على التمرد وتحقيق استقرار البلد بعد سنوات من النزاع.
وتبقى التحديات السياسية والعسكرية في السودان معقدة، في ظل استمرار الحرب والضغط الدولي على الحكومة السودانية، ما يضاعف من صعوبة الوضع الداخلي ويجعل التسوية السياسية بعيدة المنال في الوقت الحالي.