قال المبعوث الأمريكي عاموس هوكيستين اليوم الثلاثاء، إن قرار وقف النار في بات قريب المنال.
وأضاف هوكستين من بيروت أن ثمة “فرصة حقيقية” لإنهاء النزاع المستمر بين حزب الله وإسرائيل، مشيرا إلى محادثات “بناءة” مع رئيس البرلمان نبيه بري المكلف من الحزب التفاوض باسمه، بحسب فرانس برس.
استهل الموفد الرئاسي الأميركي، آموس هوكستين، جولته في لبنان، يوم الثلاثاء 28 نوفمبر، بلقاء مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في عين التينة، حيث عبر عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، مشيرًا إلى أن حل الصراع بات «في متناول الأيدي». وأكد هوكستين خلال اللقاء، الذي وصفه بـ “البنّاء”، أن هناك فرصة حقيقية لإنهاء هذا الصراع في المنطقة، مشددًا على أنه جاء إلى بيروت لتسهيل اتخاذ القرار بشأن وقف إطلاق النار، وأن القرار النهائي يعود إلى الطرفين المعنيين.
وفيما تزايدت الضغوط الدولية والإقليمية لوقف التصعيد العسكري بين الطرفين، أضاف هوكستين: «هذه لحظة اتخاذ القرار، وأنا هنا لأساعد في تسهيله». وتابع أن محادثاته مع بري تناولت تقليص الفجوات للوصول إلى اتفاق يوقف التصعيد العسكري، الذي شهد تصاعدًا في الأسابيع الأخيرة.
من جانبه، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، في لقاء مع هوكستين، أن الأولوية بالنسبة للحكومة اللبنانية هي وقف إطلاق النار وحفظ السيادة اللبنانية على أراضيها، لافتًا إلى ضرورة تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالحد من التوترات في الجنوب اللبناني. وأشار ميقاتي في تصريح له على منصة “إكس” إلى أن الحكومة اللبنانية تتطلع إلى عودة النازحين إلى ديارهم بشكل سريع، والتخفيف من الأضرار التي أصابت البلدات اللبنانية جراء القصف الإسرائيلي.
وأكد ميقاتي على أهمية تطبيق القرار الدولي رقم 1701، الذي يشدد على ضرورة تعزيز دور الجيش اللبناني في جنوب لبنان، مؤكدًا أن هذا الأمر يُعد من أولويات الحكومة، في ظل محاولات إنهاء العدوان الإسرائيلي ضد لبنان.
وبعد زيارته لبيروت، ينتظر هوكستين التوجه إلى إسرائيل في وقت لاحق هذا الأسبوع، حيث سيحمل معه مواقف لبنان و«حزب الله» من مسودة التسوية المقترحة. وسط ترقب دولي، تسود حالة من الحذر بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق بسبب العراقيل المحتملة، مثل تمسك إسرائيل بحرية العمل العسكري في لبنان، وهو ما يشكل نقطة خلافية جوهرية في المفاوضات.
فيما أفادت مصادر إسرائيلية أن رفض «حزب الله» للعديد من البنود، مثل بند “الحرية الكاملة” للجيش الإسرائيلي في المناطق اللبنانية، قد يؤدي إلى تقويض فرص التوصل إلى اتفاق شامل. وأضافت المصادر أن أي اتفاق من دون هذا البند قد يُعرّض الموافقة الإسرائيلية عليه لمزيد من التعقيدات السياسية، خاصة في ظل تصعيد التصريحات من قبل المسؤولين الإسرائيليين.
من جانب آخر، كان قد تسلّم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري رد الحكومة اللبنانية على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار، الذي كانت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون قد سلمته له في وقت سابق. ووفقًا للتقارير، لم يقدم «حزب الله» ردًا رسميًا مكتوبًا على المقترح، ولكن تم صياغة بعض الملاحظات التي جرى مناقشتها مع بري.
يذكر أن جولة هوكستين الحالية تأتي في وقت حساس، حيث تتسارع وتيرة القصف الإسرائيلي على المناطق اللبنانية ويستمر الجيش الإسرائيلي في استهداف قيادات من «حزب الله»، في مسعى للضغط على الحزب للقبول بالشروط الأميركية في مسودة الاتفاق.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه الآمال بتوصل الأطراف المعنية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يظل الموقف الإسرائيلي مشوبًا بالتردد، حيث يشير بعض المراقبين إلى أن إسرائيل قد تكون غير مستعدة لتقديم التنازلات المطلوبة دون ضمانات واضحة بشأن قدرتها على الاحتفاظ بحرية العمليات العسكرية في حال انتهاك الاتفاق.
ستبقى التطورات في الأيام القادمة حاسمة في تحديد مصير هذه الجهود، خاصة مع زيارة هوكستين المرتقبة إلى إسرائيل، حيث يتوقع أن تحسم العديد من النقاط الخلافية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار.