في خطوة تصعيدية جديدة في الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا، أطلقت القوات الأوكرانية صواريخ “ستورم شادو” التي زودتها بها بريطانيا على أهداف داخل الأراضي الروسية للمرة الأولى. وقد طالبت كييف لفترة طويلة باستخدام هذه الصواريخ بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا، وهو ما تحقق أخيرًا بعد حصولها على إذن من الولايات المتحدة.
تعتبر صواريخ “ستورم شادو” سلاحًا استراتيجيًا بعيدة المدى، حيث يمكنها الوصول إلى أهداف على بعد 250 كيلومترًا (155 ميلاً). الصواريخ التي يتم إطلاقها من الطائرات تحلق بسرعة قريبة من سرعة الصوت، متبعة التضاريس لتفادي الرصد، قبل أن تسقط وتهدف إلى تدمير الأهداف بواسطة رأسها الحربي شديد الانفجار. وهذه القدرات تجعلها مثالية لاختراق المخابئ المحصنة ومخازن الذخيرة، وهو ما استخدمته روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وقد أصابت هذه الصواريخ أهدافًا ذات أهمية استراتيجية في منطقة كورسك الروسية، حيث يواصل الجيش الروسي تجميع القوات والمعدات في مسعى لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا. ويأتي هذا الهجوم بعد أن اتخذت موسكو احتياطات لازمة من خلال نقل القاذفات وبعض البنية التحتية إلى أماكن أبعد عن الحدود الأوكرانية في محاولة لتفادي الهجمات المحتملة باستخدام صواريخ “ستورم شادو”.
ويعتبر إطلاق هذه الصواريخ خطوة متقدمة في التصعيد العسكري بين الجانبين، حيث يرى المحللون العسكريون أن استخدام مثل هذه الأسلحة سيتسبب في تغيير ديناميكيات الحرب بشكل أكبر. ولكن في الوقت نفسه، يمثل هذا النوع من الهجمات خطوة غير عادية، بالنظر إلى التكلفة العالية لكل صاروخ، والتي تبلغ حوالي مليون دولار أميركي (767 ألف جنيه إسترليني) لكل صاروخ.
وتمت الإشارة إلى أن صواريخ “ستورم شادو” قد أُرسلت إلى أوكرانيا من قبل المملكة المتحدة وفرنسا بشرط ألا تُستخدم خارج حدود أوكرانيا، لكن هذا الأسبوع حصلت كييف على الضوء الأخضر من واشنطن لاستخدامها ضد أهداف داخل روسيا. وتؤكد هذه الخطوة الجديدة على استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا في صراعها ضد الهجوم الروسي، مع التركيز على تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة التحديات المقبلة.
ومع تصاعد القتال وتزايد استخدام الأسلحة المتقدمة، يبقى التوتر في المنطقة في أعلى مستوياته، حيث تسعى جميع الأطراف لتعديل موازين القوى لصالحها في هذه الحرب التي تزداد تعقيدًا.