في وقت تتصاعد فيه التوترات بين موسكو وواشنطن بشأن استخدام أوكرانيا للصواريخ الأمريكية بعيدة المدى ضد أهداف في الأراضي الروسية، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن “اتفاق” الرئيس جو بايدن على إرسال ألغام مضادة للأفراد إلى أوكرانيا.
يهدف هذا الإجراء إلى إبطاء تقدم الجيش الروسي على الجبهات الشرقية لأوكرانيا، حيث تتوقع واشنطن أن تقتصر استخدام هذه الألغام على الأراضي الأوكرانية فقط. كما تعهدت كييف بعدم استخدام هذا السلاح في المناطق ذات الكثافة السكانية المدنية.
خلفية قانونية ومعاهدة أوتاوا:
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث تحظر معاهدة أوتاوا، التي وقعتها 164 دولة في عام 1997، إنتاج ونقل وتراكم الألغام المضادة للأفراد. وعلى الرغم من أن بعض القوى العالمية مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين لم تنضم إلى هذا الميثاق، فإن أوكرانيا أصبحت عضوًا فيه منذ عام 1999.
وكان الجيش الأمريكي قد زود أوكرانيا سابقًا بألغام مضادة للدبابات، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها السماح بتسليم ألغام مضادة للأفراد إلى كييف.
خصائص الألغام الأمريكية مقارنة بالألغام الروسية:
وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة “رويترز” إن الألغام الأمريكية تستخدم بطاريات، مما يعني أنه بعد فترة معينة، تتوقف عن العمل وتفقد قدرتها التفجيرية، على عكس الألغام الروسية الصنع التي تظل فعّالة لفترات أطول.
التصعيد العسكري واستخدام الصواريخ الأمريكية:
جاء الإعلان عن هذه الخطوة بعد يوم واحد من استخدام أوكرانيا لأول مرة الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى من طراز ATACMS. حيث أطلقت أوكرانيا، في اليوم الألف من الحرب، ستة صواريخ باتجاه منطقة بريانسك في روسيا، على مسافة تصل إلى 300 كيلومتر.
وزارت وزارة الدفاع الروسية عن اعتراض خمسة من هذه الصواريخ وحرف صاروخ آخر. وتعتبر موسكو هذه الخطوة “إشارة واضحة إلى تصميم الغرب على تصعيد الصراع”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة قد تكون متورطة بشكل مباشر إذا تبين أن خبراء أميركيين ساعدوا في إطلاق هذه الصواريخ.
ردود فعل موسكو:
وفي رد فعل على هذه التطورات، حذر الكرملين من أن روسيا ستتخذ نهجًا مختلفًا إذا تبين أن هناك تورطًا مباشرًا من دول الناتو في الصراع.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في وقت سابق عن مراجعة العقيدة النووية الروسية، مشيرًا إلى أن بلاده ستعدّل قواعدها العسكرية بناءً على استخدام الصواريخ بعيدة المدى ضد الأراضي الروسية.
التصعيد في الاتصالات العسكرية:
على صعيد آخر، أعلن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن الخط الساخن للطوارئ بين الكرملين والبيت الأبيض، الذي تم إنشاؤه خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، أصبح غير فعال. ويعكس هذا التصريح التوترات المتزايدة بين روسيا والولايات المتحدة في ظل التصعيد العسكري المستمر.
التطورات على الأرض:
في مستجدات أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح الأربعاء عن إسقاط 44 طائرة مسيرة أوكرانية، منها 20 طائرة تم تدميرها فوق منطقة نوفغورود شمال غربي روسيا. ووفقًا للبيان، تم اعتراض وتدمير 24 طائرة مسيرة أخرى فوق مناطق متعددة في غرب ووسط روسيا. ولم تذكر الوزارة تفاصيل عن الخسائر البشرية أو الأضرار التي لحقت بالمدنيين.