في تصريحات حاسمة، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أوكرانيا “ستخسر” الحرب أمام روسيا في حال توقف الولايات المتحدة عن تقديم المساعدات العسكرية لكييف.
وخلال مقابلة له مع شبكة فوكس نيوز مساء يوم الثلاثاء، أوضح زيلينسكي قائلاً: “إذا قطعوا [المساعدات العسكرية]، فأعتقد أننا سنخسر”. وأضاف: “سوف نقاتل، ولدينا أيضًا بعض منتجاتنا الخاصة، لكن هذا لا يكفي للفوز.
وأعتقد أن هذا لا يكفي لإنقاذ أنفسنا”. هذه التصريحات تعكس حجم التحديات التي تواجهها أوكرانيا في صراعها مع روسيا، حيث يعتمد الجيش الأوكراني بشكل كبير على المساعدات العسكرية الغربية، بما في ذلك الأسلحة المتطورة التي يتم توفيرها من قبل حلفائها.
دور الولايات المتحدة في الحرب:
شدّد الرئيس الأوكراني على أهمية التحالف بين أوكرانيا والولايات المتحدة، مؤكدًا أن هذا التحالف يعد “أهم من أي شيء آخر” في مسار الحرب.
ووجه زيلينسكي رسالة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي عبر عن شكوكه في مسألة تقديم المساعدات الأمريكية، مطالبًا إياه باستخدام نفوذه للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب. وقال زيلينسكي: “ترامب يستطيع استخدام نفوذه لإجبار بوتين على إنهاء الحرب، لأنه أقوى بكثير من بوتين”.
وأضاف أن “بوتين قد يرغب في إنهاء الحرب، لكن الأمر يعتمد على الولايات المتحدة أكثر من أي شيء آخر”، معتبرًا أن “بوتين أضعف من الولايات المتحدة الأمريكية”.
انتقادات ترامب وقلق حلفائه:
في الجانب الأمريكي، عبر الرئيس السابق دونالد ترامب عن شكوكه في جدوى تقديم إدارة الرئيس جو بايدن مساعدات بمليارات الدولارات لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي.
كما انتقد حلفاء ترامب بشدة القرار الذي سمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لمهاجمة الأراضي الروسية، واصفين هذه الخطوة بأنها قد تؤدي إلى تصعيد الوضع بشكل خطير. وقد أثيرت مخاوف من أن هذا قد يزيد من تعقيد فرص التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع.
استخدام أوكرانيا للصواريخ الأمريكية ورد الفعل الروسي:
في تطور آخر، أفادت التقارير بأن الجيش الأوكراني قد استخدم لأول مرة صواريخ أمريكية بعيدة المدى في هجماته على الأراضي الروسية. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا استخدمت ستة صواريخ باليستية من طراز MGM-140 ATACMS، التي قدمتها الولايات المتحدة، في هجوم استهدف منطقة بريانسك الواقعة في جنوب غرب روسيا.
وقد حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من أن هذه الهجمات تمثل تصعيدًا خطيرًا في الحرب. وفي تصريحات له أثناء قمة مجموعة العشرين في البرازيل، قال لافروف: “سنعتبر ذلك مرحلة جديدة في حرب الغرب ضد روسيا. وهكذا سنرد عليه”.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها اعترضت ودمرت خمسة من هذه الصواريخ، في حين ألحق صاروخ آخر أضرارًا محدودة. هذه التطورات تشكل جزءًا من التصعيد المتواصل في الحرب، حيث تتزايد المخاوف من تحولات مفاجئة في موازين القوى نتيجة لهذه الهجمات والتهديدات المتبادلة.
تستمر الحرب في أوكرانيا في التفاعل مع المواقف الدولية المعقدة، حيث يظل الدعم الغربي لأوكرانيا أمرًا حيويًا لاستمرار مقاومتها ضد الغزو الروسي. في الوقت ذاته، يثير استخدام الأسلحة الأمريكية في الهجمات على الأراضي الروسية القلق في موسكو، التي أكدت على استعدادها للرد على هذه الخطوات.
وتشير التصريحات الأخيرة لكل من زيلينسكي وترامب إلى أن الحرب قد تتخذ مسارات غير متوقعة في حال تغيرت المواقف الدولية أو تم قطع المساعدات العسكرية.