توقفت نشاطات ورشة البناء الوحيدة في الاتحاد الروسي المخصصة لوحدات الغاز الطبيعي المسال بشكل شبه كامل، في إشارة إلى تأثير العقوبات الغربية على قدرة روسيا في الحفاظ على موقعها كقوة رائدة في سوق الطاقة العالمي.
منشأة بيلوكامينكا، المملوكة لشركة “نوفاتيك” الروسية العملاقة، التي تقع على بحر بارنتس، شهدت انخفاضاً كبيراً في نشاطها، حيث تظهر بيانات الأقمار الصناعية أن شدة الضوء الليلي في الموقع هي الأدنى منذ عام 2019. وكان من المتوقع أن تصبح هذه المنشأة مركزًا رئيسيًا لتحويل الغاز الطبيعي إلى شكل سائل، بهدف تعزيز قدرة روسيا على تصدير الغاز الطبيعي المسال.
رغم بناء قطارين لوحدات الغاز الطبيعي المسال في المنشأة، فإن البيانات الحديثة تشير إلى عدم وجود نشاط كبير في الموقع في الوقت الحالي، وهو ما يعكس التأثير المباشر للعقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على شركة نوفاتيك وجميع مشاريعها المستقبلية. هذه العقوبات تشمل الحظر على ناقلات النفط ومرافق الشحن والإنتاج، وذلك في محاولة للحد من عائدات روسيا من صادرات الطاقة في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
شركة نوفاتيك قررت تعديل خططها، حيث بدأت بتجميع مرافق الغاز الطبيعي المسال بالقرب من مدينة مورمانسك بدلاً من بناء منشآت جديدة في مناخ القطب الشمالي. وقد قامت منشأة بيلوكامينكا ببناء قطارين لمشروع “LNG-2″، ويتكون كل قطار من 14 وحدة على منصة ضخمة، تم سحبها عبر طريق البحر الشمالي وتركيبها في شبه جزيرة جيدا. كان أحد القطارات يعمل على إنتاج الغاز الطبيعي المسال حتى أكتوبر، لكن العقوبات الغربية جعلت شحن وبيع الغاز شبه مستحيل، مما أدى إلى إغلاق المنشأة.
تشير بيانات الأقمار الصناعية إلى أن النشاط في الموقع كان في ذروته بين عامي 2022 و2023، عندما كانت المنشأة في مرحلة بناء القطارات. ومع ذلك، فإن التراجع الكبير في النشاط في 2024 يشير إلى توقف البناء، وهو ما يعد عائقًا كبيرًا أمام طموحات روسيا في الحصول على أكثر من 20% من حصة السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال في العقد المقبل.
يظل مستقبل صناعة الغاز الطبيعي المسال في روسيا مجهولًا في ظل هذه التحديات الكبيرة التي فرضتها العقوبات الدولية.









