في صباح يوم السبت، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية هجومًا جويًا عنيفًا على منطقة البسطة في جنوب بيروت، حيث تم إطلاق خمسة صواريخ على مبنى مكون من ثمانية طوابق، مما أسفر عن تدميره بالكامل ومقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا.
الهجوم أثار تساؤلات واسعة بشأن الهدف المقصود، مع تكهنات حول استهداف قيادات رفيعة في حزب الله اللبناني، في حين أفاد مسؤول لبناني رفيع المستوى لشبكة “كان” الإسرائيلية أن كبار مسؤولي الحزب لم يكونوا متواجدين في المبنى المستهدف.
تفاصيل الهجوم:
الهجوم الذي وقع في الساعات الأولى من صباح السبت، أدى إلى تدمير المبنى السكني بشكل كامل، كما لحقت أضرار جسيمة بالعديد من المباني المجاورة.
من بين الأضرار، تم الإبلاغ عن حفرة عميقة في الأرض نتيجة قوة التفجيرات. وكما هو الحال مع الهجمات الإسرائيلية السابقة، لم يصدر الجيش الإسرائيلي أمرًا بإخلاء المدنيين من المنطقة، على الرغم من تنفيذ الهجوم في وسط مدينة بيروت.
التكهنات حول الأهداف:
تعددت التكهنات حول من كان يُستهدف في هذا الهجوم. فقد تم ذكر عدد من القيادات البارزة في حزب الله، بما في ذلك الأمين العام الجديد للحزب، نعيم قاسم، وقائد وحدة العمليات، محمد حيدر، ورئيس جهاز الأمن الخارجي للحزب طلال حمية.
بعض وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية أشارت إلى أن طلال حمية قد يكون من بين القتلى، باعتباره أحد كبار قادة الحزب المعروفين.
حمية، الذي يُعرف أيضًا باسم عصمت مزراني، كان قد وُضع في قائمة المطلوبين من قبل الولايات المتحدة مع مكافأة قدرها سبعة ملايين دولار لمن يلقي القبض عليه، وذلك بسبب دوره في الأنشطة الأمنية والعسكرية للحزب.
فيما ذكرت بعض التقارير الأخرى أن نعيم قاسم قد يكون أيضًا هدفًا محتملاً، رغم أن هناك معلومات تشير إلى أنه كان متواجدًا في إيران في وقت الهجوم، مما يقلل من احتمالية أن يكون قد قُتل في الهجوم.
ردود فعل الجيش الإسرائيلي:
لم يعلق الجيش الإسرائيلي بشكل رسمي على الهجوم في وسط بيروت أو على ما إذا كان قد استهدف أحد قادة حزب الله البارزين.
لكن في بيان سابق، أفاد الجيش الإسرائيلي بتنفيذ سلسلة من الغارات الجوية على أهداف ومقرات تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكذلك في مدينة صور الساحلية جنوبي لبنان.
الجيش الإسرائيلي أكد استهداف “مستودعات أسلحة حزب الله والبنية التحتية الإرهابية” في الضواحي، كما أضاف أنه تم تنفيذ ضربات أخرى ضد مواقع عسكرية تابعة للحزب في مختلف أنحاء لبنان.
تصعيد متواصل:
هذا الهجوم يأتي في وقت متوتر بين حزب الله وإسرائيل، حيث تصاعدت الهجمات الجوية الإسرائيلية على أهداف تابعة لحزب الله في الأيام الأخيرة.
منذ مساء الجمعة، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية موجتين من الغارات الجوية على مناطق مختلفة في جنوب بيروت، إضافة إلى الغارات التي استهدفت مدينة صور.
وفي الوقت نفسه، استمرت المواجهات على الحدود الشمالية مع إسرائيل، حيث تبادلت القوات الإسرائيلية وكتائب حزب الله الهجمات الصاروخية والاشتباكات العسكرية. تتزامن هذه الهجمات مع التوترات الإقليمية في المنطقة، حيث تتزايد المخاوف من تصعيد أكبر قد يشمل دولًا أخرى في المنطقة.