التقى رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، في مدينة القبة، بمجموعة من المشايخ والأعيان والحكماء والمكونات الاجتماعية بالإضافة إلى فعاليات شبابية ونسائية من المنطقة الغربية في ليبيا.
لقاء رئيس مجلس النواب الليبي جاء بهدف مناقشة سبل رأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين أبناء الوطن وتحقيق المصالحة الوطنية.
وفي كلمته، رحب عقيلة صالح بالحضور، وأثنى على مشاركتهم الفاعلة في اللقاء، مشيرًا إلى أهمية التكاتف الوطني لإخراج ليبيا من حالة الجمود والانقسام.
وأكد أن مجلس النواب يسعى منذ انتخابه إلى بناء الثقة بين الليبيين عبر إصدار قوانين العفو العام وإلغاء قانون العزل السياسي، إضافة إلى فتح قنوات الحوار داخليًا وخارجيًا دون شروط مسبقة لتحقيق توافق سياسي واجتماعي “ليبي-ليبي”.
كما أعلن صالح عن قرب إصدار قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، الذي تم تطويره بعد نقاشات مكثفة بين المكونات الاجتماعية والخبراء القانونيين، مشيرًا إلى أن هذا القانون يعتمد على مبادئ العدالة وجبر الضرر، ويهدف إلى معالجة القضايا العالقة وتعزيز التماسك الاجتماعي وتحقيق المصالحة العرفية والقانونية.
وأكد صالح أن هذا القانون يعد خطوة أساسية نحو بناء دولة متماسكة، تُتيح لجميع الليبيين فرصًا متساوية في المشاركة والإدارة والتنمية دون إقصاء أو تهميش. وأضاف أن ليبيا بحاجة إلى نظام سياسي واقتصادي عادل يُسهم في تحقيق التنمية والإعمار في جميع المدن والقرى.
وفيما يخص الصراع السياسي القائم، أكد رئيس مجلس النواب أن هذا الصراع لن يتوقف ما دام الوصول إلى السلطة يعد حقًا مشروعًا للجميع. لكنه دعا إلى ضرورة أن يتم ذلك عبر دستور وقوانين تحقق التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات. كما أشار إلى أن مجلس النواب أصدر قانون الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وعمل مع مجلس الدولة عبر لجنة (6+6) لإجراء التعديلات اللازمة.
صالح شدد أيضًا على رفض أي إملاءات داخلية أو خارجية لا تراعي مصلحة الوطن، مؤكدًا احترام المجلس لاستقلالية القضاء ورفض أي تصرف عدائي يمس حياة الليبيين أو ممتلكاتهم. ودعا الحضور إلى لعب دور فعال في تحقيق التوافق الوطني والحفاظ على النسيج الاجتماعي، والتنسيق مع الأطراف الأخرى في البلاد.
في ختام كلمته، استنكر رئيس مجلس النواب أي محاولة للمساس بسيادة ليبيا ووحدتها، مؤكدًا أن “من يفرط في تراب الوطن أو يعمل بعقلية الغنيمة على حساب المصالح الوطنية هو خائن لوطنه.” وأكد أن ليبيا ليست للمساومة أو التقسيم.
وفي نهاية اللقاء، أعرب الحضور عن تقديرهم لجهود رئيس مجلس النواب في دعم المصالحة الوطنية، مؤكدين دعمهم الكامل للمجلس في مساعيه لتحقيق الاستقرار ولم شمل البلاد.