تعيش العديد من القوات الخاصة التابعة للحكومة الأفغانية السابقة، التي تم تدريبها وتجهيزها من قبل بريطانيا، في ظروف صعبة للغاية في إيران بعد هروبهم من طالبان. هذه القوات، والمعروفة بوحدات “TRIPLES” مثل ATF444 وCF333، كانت قد خدمت في السابق إلى جانب القوات البريطانية، وتعرضت حياتهم للخطر بعد استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان. ومع ذلك، يجد العديد منهم أنفسهم الآن في وضع غير قانوني في إيران، حيث لا يملكون وثائق إقامة، مما يجعلهم عرضة للاعتقال والترحيل.
الوضع في إيران وتدهور الظروف
من بين هؤلاء الجنود، غلام، أحد أعضاء وحدة ATF444، الذي يعمل حالياً في مصنع بإيران وسط ظروف معيشية صعبة، حيث ينام في مكان عمله ليلاً كي يتجنب الاعتقال من قبل الشرطة الإيرانية. كانت إيران قد بدأت تنفيذ خطط لإعادة المهاجرين الأفغان قسراً إلى أفغانستان دون وثائق إقامة، مما يفاقم الأوضاع للعديد من هؤلاء الجنود الذين يخشون العودة إلى أفغانستان خوفاً من الانتقام من طالبان.
العروض الروسية للقتال في أوكرانيا
في هذا السياق الصعب، تلقى بعض أفراد القوات الخاصة الأفغانية عرضاً للانضمام إلى الجيش الروسي للقتال في أوكرانيا. غلام، على سبيل المثال، تلقى استمارة لتسجيل اسمه في صفوف القوات الروسية. ومع ازدياد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية في إيران، بدأ بعض المهاجرين الأفغان في النظر بجدية إلى هذه العروض التي تم تقديمها من خلال شبكات أفغانية تتعاون مع الروس.
تتواصل هذه العروض، التي تصل أحياناً عبر مكالمات هاتفية أو لقاءات شخصية مع مسؤولي السفارة الروسية في طهران. ويعرض الروس مبلغاً يصل إلى 3000 دولار شهرياً للمجندين، وهو ما يعد إغراء للكثيرين في ظل الظروف الصعبة. على الرغم من ذلك، فإن بعض الجنود، مثل مشرف (اسم مستعار)، قرروا رفض العرض بعد نصائح من أفراد عسكريين سابقين لديهم خلفية من القوات البريطانية.
البطء في معالجة طلبات إعادة التوطين البريطانية
في غضون ذلك، لا تزال عملية إعادة توطين القوات الخاصة الأفغانية التي عملت مع القوات البريطانية تسير ببطء شديد. على الرغم من أن وزارة الدفاع البريطانية بدأت مراجعة طلبات إعادة التوطين في فبراير 2024، إلا أن الكثير من هذه القوات لا يزالون في انتظار استجابة، بعد أكثر من تسعة أشهر من تقديم الطلبات. وحسب المسؤولين البريطانيين، تم معالجة نحو 75% من هذه الطلبات، إلا أن الوضع لا يزال غامضاً بالنسبة للعديد من أفراد القوات الخاصة الذين يعيشون في ظروف غير قانونية ومهددة بالترحيل في إيران.
التحديات المستمرة والآفاق المستقبلية
تتزايد الصعوبات على هؤلاء الجنود، الذين يواجهون تحديات متعددة، سواء في إيران أو في أفغانستان. إذا ظلوا في إيران، فإنهم يعيشون في خوف دائم من الاعتقال والترحيل. أما إذا عادوا إلى أفغانستان، فقد يواجهون عقوبات قاسية من طالبان. وبينما يأملون في أن يتم قبول طلباتهم من قبل الحكومة البريطانية، إلا أن بطء الإجراءات جعلهم يفكرون في بدائل أخرى مثل الانضمام إلى الحرب الروسية في أوكرانيا.
وفي النهاية، يبقى مصير هؤلاء الجنود معلقاً بين تأخر الإجراءات البريطانية والضغوط التي يواجهونها في إيران. إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد تجد هذه القوات نفسها أمام خيارات صعبة قد تؤدي إلى المشاركة في صراع بعيد عن وطنهم بحثاً عن حياة أفضل أو الهروب من مصير مجهول.