حقق مرشح اليمين المتطرف في رومانيا، كالين جورجيسكو، تقدماً مفاجئاً في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حيث تصدر النتائج الأولية بحصوله على 23% من الأصوات، متفوقاً على مرشحة يمين الوسط إيلينا لاسكوني، مرشحة اتحاد إنقاذ رومانيا، ورئيس الوزراء الديمقراطي الاجتماعي الشعبوي مارسيل شيولاكو، الذي كان يعد المرشح الأوفر حظاً قبل الانتخابات.
وأظهرت نتائج فرز أكثر من 99% من الأصوات أن لاسكوني تتقدم على شيولاكو بفارق ضئيل لا يتجاوز 2000 صوت، ليواجه جورجيسكو في الجولة الثانية التي ستجرى في 8 ديسمبر المقبل.
هذا الأداء القوي لجورجيسكو، الذي لا ينتمي إلى أي حزب سياسي مستقل وأجرى حملته الانتخابية إلى حد كبير عبر منصة “تيك توك”، شكل مفاجأة كبيرة في الساحة السياسية الرومانية. وكان استطلاع الرأي قد أشار في وقت سابق إلى حصوله على نحو 5% فقط من الأصوات.
المعلق السياسي رادو ماجدين أشار إلى أن الدعم المفاجئ لجورجيسكو “غير مسبوق”، موضحاً أنه لم يشهد الرأي العام الروماني زيادة كبيرة في دعم أي مرشح كما حدث مع جورجيسكو خلال 34 عامًا من الديمقراطية.
حظي فوز جورجيسكو بترحيب حار في وسائل الإعلام الروسية، حيث عبر عن دعمه لمواقف موسكو وانتقد نظام الدفاع الصاروخي التابع لحلف الناتو في رومانيا. وكان قد خاض حملته الانتخابية تحت شعار “استعادة كرامة الأمة الرومانية”، كما أدان في وقت سابق وجود نظام الدفاع الصاروخي في قاعدة ديفيسيلو العسكرية في جنوب البلاد.
وكان جورجيسكو في السابق عضواً بارزاً في حزب “اتحاد الرومانيين” اليميني المتطرف، لكنه طُرد لاحقاً بسبب تطرفه الكبير، ثم تلقى دعماً من زعيم الحزب السابق جورج سيميون، الذي طالب ناخبيه البالغ عددهم 1.3 مليون شخص بالتصويت لصالحه في الجولة الثانية.
وبالنسبة للملايين من الرومانيين الذين صوتوا لمرشحين آخرين، قد يشكل نجاح جورجيسكو في الجولة الثانية معضلة، خصوصاً إذا نجحت إيلينا لاسكوني في الوصول إلى هذه الجولة، حيث قد يجد العديد من الناخبين من المناطق الريفية صعوبة في دعم مرشحة ليبرالية تقدمية مثل لاسكوني.
تجدر الإشارة إلى أن الحملة الانتخابية في هذه الانتخابات كانت تركز بشكل كبير على قضايا ارتفاع تكاليف المعيشة والفقر، حيث تواجه رومانيا تحديات اقتصادية جسيمة مع تزايد أعداد المواطنين المعرضين لخطر الفقر.
ووفقاً للبيانات الأولية، بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 51%، وهي نفس النسبة التي تم تسجيلها في الانتخابات الرئاسية السابقة قبل خمس سنوات.