أعلنت السلطات الباكستانية اليوم عن مقتل شرطي واحد على الأقل، وإصابة أكثر من 50 آخرين في الاشتباكات المستمرة بين قوات الأمن وآلاف المتظاهرين المعارضين الذين يسعون للوصول إلى العاصمة إسلام آباد.
وذكرت إذاعة باكستان أن الحكومة استدعت الجيش الباكستاني بموجب المادة 245 من الدستور، وأصدرت أوامر صارمة للتعامل مع المجرمين ومثيري الشغب بيد من حديد، مشيرة إلى أن قوات الأمن مكلفة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة الأنشطة الإرهابية والعناصر المتطرفة.
اشتباكات عنيفة واعتقالات واسعة
قالت مصادر أمنية إن الشرطة الباكستانية وقوات الأمن اشتبكت مع آلاف المتظاهرين من حزب حركة الإنصاف الباكستاني (PTI)، الذين تجمعوا في منطقة دي تشوك، وهي نقطة انطلاق رئيسية للاحتجاجات السياسية في إسلام آباد. وتعرض المتظاهرون لغاز مسيل للدموع فيما تم نشر قوات مكافحة الشغب في محيط الاحتجاجات.
وفي تطور آخر، أُفيد بأنه تم اعتقال حوالي 800 من قادة وأنصار حزب حركة الإنصاف الباكستاني في مختلف المناطق، بما في ذلك أكثر من 500 في العاصمة. كما أعلنت السلطات المحلية في إسلام آباد عن تحويل مبنى وكالة الاستخبارات الجنائية إلى سجن فرعي لاحتجاز المزيد من المعتقلين.
الجيش الباكستاني يتدخل لحفظ الأمن
في وقت لاحق، أكد وزير الداخلية الباكستاني، محسن نقفي، أن القوات المسلحة أُرسلت إلى إسلام آباد لحماية الوفد البيلاروسي الزائر، بالإضافة إلى ضمان سلامة المنطقة الحمراء المحصنة التي تضم المباني الحكومية الرئيسية.
وأشار الوزير إلى أن الجيش سيبقى على أهبة الاستعداد لتأمين المدينة وسط محاولات المتظاهرين للضغط على الحكومة للإفراج عن مؤسس الحزب، عمران خان.
حكومة شهباز شريف تتهم حزب الإنصاف بمحاولة زعزعة الأمن
من جهته، أدان رئيس الوزراء شهباز شريف ما وصفه بهجوم المتظاهرين على قوات الأمن، قائلاً إن “الهجوم تم باستخدام مركبة على طريق سريناغار السريع”، ما أسفر عن مقتل أربعة من أفراد الأمن. واعتبر شريف أن ما وصفه “بالمجموعات الفوضوية” التي تسعى لإراقة الدماء تهدد استقرار البلاد.
استمرار الاحتجاجات والمطالبة بإطلاق سراح عمران خان
فيما يواصل أنصار حزب حركة الإنصاف الضغط على الحكومة للمطالبة بالإفراج عن رئيسهم السابق، عمران خان، الذي يقضي عقوبة سجن منذ أكثر من عام. زوجة خان، بشرى بيبي، التي تقود القافلة الرئيسية للاحتجاجات، أكدت أن التظاهرات ستستمر حتى يتم إطلاق سراح زوجها، موضحة أن الحراك ليس فقط من أجل زوجها، بل من أجل “العدالة في البلاد”.
إغلاق الطرق وتوقف الحياة اليومية في إسلام آباد
فيما كانت شوارع إسلام آباد تغلق تدريجياً، تم اتخاذ تدابير أمنية مشددة في العاصمة، بما في ذلك تعليق خدمات الإنترنت وإغلاق المدارس والجامعات خوفاً من تصاعد العنف.