أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستعمل خلال الأيام المقبلة بالتعاون مع مصر وتركيا وقطر وإسرائيل ودول أخرى على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. جاءت تصريحات بايدن تعليقًا على التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، حيث أكد أن المبادرة تهدف إلى تأمين إطلاق سراح المحتجزين في غزة، بمن فيهم مواطنون أمريكيون، وإنهاء الحرب الدائرة.
وقد شدد بايدن على أهمية الجهود الأمريكية لوقف التصعيد في غزة، موضحًا أن الهدف الأسمى هو إنهاء القتال وإنقاذ الأرواح، بالإضافة إلى العمل على تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين يحتجزهم مقاتلو حماس. وكان البيت الأبيض قد نشر بيانًا اليوم الأربعاء أكد فيه أن هذه المبادرة تعد خطوة مهمة نحو إحداث تحول في الأوضاع الإنسانية في غزة.
من جانبه، أشار نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون فاينر، في تصريحاته لشبكة “سي إن إن” يوم الثلاثاء إلى أن الإدارة الأمريكية تأمل أن يساهم الاتفاق بين إسرائيل وحزب الله في خلق مساحة للتوصل إلى اتفاق في غزة. وأضاف أن الجهود الأمريكية ستكون مركزة على استكشاف ما إذا كان هذا الاتفاق سيتيح مزيدًا من التقدم نحو وقف إطلاق النار في غزة، أو نحو تحقيق تطور في الملفات الإقليمية الأوسع مثل التكامل الإقليمي، بما في ذلك التطبيع المحتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهو ملف عمل عليه الرئيس بايدن وفريقه لفترة طويلة.
ورغم أن فاينر رفض الكشف عن التفاصيل الدقيقة حول الخطوات الملموسة التي تنوي الإدارة الأمريكية اتخاذها، إلا أنه أشار إلى أن هناك فرصة كبيرة لاختبار فعالية هذا الاتفاق في الضغط على حماس، حيث يعتقد أن الحزب اللبناني (حزب الله) كان يراهن على اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقًا لإضعاف الضغوط على حماس. وقال فاينر: “سنختبر هذا الاقتراح ونرى إلى أي مدى يمكننا أخذ هذا الزخم”.
وبخصوص الوضع العسكري في جنوب لبنان، يشكل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله دون التوصل إلى اتفاق في غزة ضربة قوية لحركة حماس. فمع تراجع الدعم العسكري لحماس من حزب الله، يتوقع أن يزيد ذلك من عزلتها ويقوي من موقف إسرائيل في السعي نحو إنهاء الحرب في غزة.
وفي هذا السياق، يعود دور حزب الله اللبناني إلى الواجهة، حيث كان قد أصر على عدم الموافقة على هدنة قبل انتهاء الحرب في غزة، إلا أن الحزب تراجع عن هذا الشرط، مما يعكس تحولًا في استراتيجياته العسكرية والسياسية. وكان الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، قد ربط في خطبه وقف الهجمات على الأراضي الإسرائيلية بإنهاء الحرب على قطاع غزة، إلا أنه تجنب الانخراط المباشر في القتال ضد إسرائيل.
ووفقًا لتقارير سابقة، كان حزب الله قد اتفق مع حركة حماس على شن حرب شاملة من الجنوب والشمال، إلا أنه تراجع بعد ذلك خشية تعرضه لهجمات إسرائيلية وأمريكية، وهو ما يشير إلى تباين في المصالح والجهود بين الطرفين.
بذلك، تتشكل صورة معقدة للمشهد الإقليمي، حيث يواجه قادة حماس تحديات جديدة نتيجة للتخلي الجزئي عن الدعم من حزب الله، ما قد يساهم في تغيير موازين القوى في صراع غزة.