نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول في الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يركز جهوده على التوصل إلى اتفاق جزئي يسمح بإطلاق سراح بعض الرهائن المحتجزين في غزة، دون أن يُطلب من إسرائيل إنهاء الحرب أو سحب قواتها من القطاع.
ويعكس هذا التوجه رغبة إسرائيلية في تحقيق تقدم إنساني دون اتخاذ خطوات كبيرة قد تؤثر على سير العمليات العسكرية.
وفقًا للمصادر الأمريكية، أجرى الرئيس جو بايدن محادثة قصيرة مع نتنياهو في 6 ديسمبر، بعد موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
في هذه المكالمة، شدد بايدن على ضرورة تركيز الجهود على إطلاق سراح الرهائن في غزة، حيث قال: “لدينا فرصة الآن. دعنا نحصل على الرهائن”، وهو ما رحب به نتنياهو بشكل إيجابي، معربًا عن رغبته في المحاولة.
فرص الاتفاق في ظل الوضع الإقليمي
يأتي هذا التوجه في وقت حساس، حيث تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وهو ما يُعتقد أنه قد يساهم في تحفيز فرص الوصول إلى اتفاق مشابه بشأن غزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن التوصل إلى اتفاق في لبنان قد يسهل عملية المفاوضات حول غزة، حتى وإن كان الاتفاق يشمل المرحلة الأولى فقط، والتي قد تقتصر على الإفراج عن بعض الرهائن.
وأشار وزير إسرائيلي لموقع “أكسيوس” إلى أن نتنياهو يفضل التوصل إلى اتفاق جزئي لا يلزمه بإنهاء الحرب أو سحب القوات الإسرائيلية من غزة.
وقد أضاف المسؤول أن “هناك نية لبذل جهود متجددة للتوصل إلى اتفاق في غزة، ولكن من الواضح أن الحرب في لبنان كان يجب أن تنتهي أولاً، والآن أصبح موقف حماس أضعف بعد خروج حزب الله من الصراع”.
دور الوساطات الإقليمية والدولية
منذ أن أعلنت قطر في وقت سابق من هذا الشهر عن تعليق جهودها للتوسط في قضية الرهائن، تحول التركيز إلى تركيا التي أصبحت أكثر نشاطًا في القضية. فقد التقى مؤخراً مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “شين بيت”، رونين بار، بنظيره التركي إبراهيم كالين لمناقشة صفقة الرهائن. هذه الزيارة عززت الدور التركي في الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق.
كما ذكر الرئيس بايدن في خطابه بالبيت الأبيض أن تركيا، إلى جانب مصر وقطر، تعد دولًا رئيسية يمكن أن تسهم في التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
وفي سياق متصل، زار رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني القاهرة، حيث التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وقد ناقش الطرفان الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، مشيرين إلى أهمية الاستمرار في الضغط على الأطراف المعنية للتوصل إلى حل.
موقف إسرائيل وحسابات الحرب
رغم هذه الجهود الدبلوماسية، يرفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق علنًا على هذه المناقشات، ما يعكس الحذر الإسرائيلي في التعامل مع هذه القضية. ووسط تعقيدات الوضع العسكري والسياسي، يبقى السؤال الأبرز: هل سيسهم الضغط الدولي والإقليمي في تحقيق تقدم حقيقي نحو وقف إطلاق النار في غزة، أم أن التحديات الميدانية ستظل تحول دون الوصول إلى اتفاق شامل؟