وسط مخاوف من تسلل عناصر إرهابية الى العراق، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن زيارة قام بها وزير الدفاع ثابت محمد سعيد العباسي إلى قاطع عمليات غرب نينوى في سنجار، على الحدود العراقية السورية، للاطلاع على الأوضاع الأمنية والحدودية.
تأتي هذه الزيارة في وقت حساس، في ظل المخاوف من تسلل عناصر إرهابية عبر الحدود إلى العراق بعد السيطرة المفاجئة لقوات هيئة تحرير الشام على مدينة حلب.
وأفادت وزارة الدفاع العراقية أن الوزير العباسي، برفقة معاون رئيس أركان الجيش للعمليات والعمليات المشتركة وقائد القوات البرية، تفقدوا المنطقة الحدودية في سنجار وتابعوا الإجراءات الأمنية المشددة على الحدود مع سوريا. كما أكد العباسي أن القوات المسلحة العراقية تعمل على ضمان الاستقرار الأمني وحماية الحدود من أي تهديدات محتملة، مشيرًا إلى أن الجيش العراقي بكافة تشكيلاته جاهز للتصدي لأي محاولات تسلل من الجماعات الإرهابية.
في هذا السياق، أفادت قوات حرس الحدود العراقية بأنها قامت بتعزيز الرقابة على الحدود مع سوريا، مشيرة إلى أنها انتهت من تركيب أكثر من 210 كيلومترات من الجدران الخرسانية على الحدود بين نينوى والأنبار، على أن يتم تركيب المزيد من الجدران بطول 100 كيلومتر في الأسبوع المقبل.
من جانبه، حذر النائب الأول لرئيس مجلس النواب، محسن المندلاوي، من خطورة التحركات الإرهابية الأخيرة في سوريا وتأثيراتها على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة. وأشار إلى أن “الفشل الذي لحق بالكيان الصهيوني في لبنان وغزة” دفعه إلى إعادة تفعيل ورقة الجماعات الإرهابية على الساحة السورية. وأكد المندلاوي على ضرورة اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة لمكافحة هذه التهديدات، داعيًا إلى تكثيف التنسيق الاستخباري بين العراق وسوريا.
وأضاف مستشار رئيس الوزراء العراقي فادي الشمري أن الأحداث الأخيرة في سوريا تمثل “تطورًا خطيرًا” يستدعي الاستعداد التام لمواجهة أي تهديد إرهابي. وأكد الشمري أن القوات العراقية على أتم الجهوزية لحماية الحدود ومنع تسلل الجماعات الإرهابية، مشددًا على ضرورة عدم الانجرار وراء الشائعات التي قد تهدد استقرار المناطق الحدودية.
كما طالب هوشيار زيباري، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، الحكومة العراقية باتخاذ إجراءات وقائية لمنع الفصائل المسلحة من الوصول إلى حدود العراق. وأشار زيباري إلى أن الجماعات المسلحة التي تقاتل في شمال سوريا، مثل حركة أحرار الشام وجبهة النصرة، تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن العراقي، داعيًا الحكومة العراقية إلى التحرك السريع لمواجهة هذا التحدي.
تأتي هذه التطورات في وقت حرج حيث تشهد سوريا تصاعدًا في العمليات العسكرية، مما يثير المخاوف في العراق من عودة سيناريو 2014، عندما تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد.