في تطور ميداني جديد، دفع الجيش العربي السوري بتعزيزات كبيرة خلال الساعات الماضية، حيث أعاد تموضع قواته ورسم خطوط دفاعية محكمة في مناطق حيوية في ريف حماة الشمالي والغربي، بهدف التصدي لتقدم تحريرالشام في الشمال السوري.
وشملت هذه التحركات العسكرية مدينة طيبة الإمام وبلدتي خطاب وصوران في ريف حماة الشمالي، وكذلك مدينتي السقيلبية ومحردة في الريف الشمالي الغربي، بالإضافة إلى محيط القرى التي يقطنها مواطنون من أبناء الطائفة العلوية في ريف حماة الغربي.
تعزيز الدفاعات والتصدي للهجمات الإرهابية
أكد مصدر عسكري سوري أن وحدات الجيش السوري العاملة على محور ريف حماة الشمالي قامت بتعزيز مواقعها الدفاعية باستخدام مختلف الوسائط النارية والعتاد العسكري، بالإضافة إلى نشر مزيد من العناصر العسكرية.
هذه التعزيزات تأتي في وقت حساس بعدما شهدت المنطقة تصعيدًا كبيرًا في المعارك بعد سيطرة هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها على عدة مدن وبلدات في ريف حماة وإدلب، أبرزها مورك وكفرزيتا واللطامنة وخان شيخون.
وقال المصدر العسكري السوري: “تمكنت قواتنا من التصدي للتنظيمات الإرهابية ومنعتها من تحقيق أي خرق في خطوط دفاعنا”. وأضاف أن القوات السورية تمكنت أيضًا من تأمين مناطق استراتيجية مثل قلعة المضيق ومعردس بعد طرد الإرهابيين منها، حيث أسفرت العمليات عن مقتل العشرات من أفراد الفصائل المسلحة، فيما فرّ الباقون.
الجيش السوري يخطط للانتقال إلى الهجوم المعاكس
وفي تأكيد على عزيمة الجيش السوري، أعلنت القيادة العامة للجيش أن التصدي للهجوم الذي بدأته الجماعات المسلحة، وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام”، يسير بنجاح كبير، وأن المرحلة المقبلة ستكون التحضير للانتقال إلى الهجوم المعاكس لاستعادة المناطق التي سقطت في يد الإرهابيين. القيادة العسكرية السورية أكدت أن العمليات ستستمر حتى استعادة كافة المناطق وتحريرها من “الإرهاب”.
غارات جوية روسية دعمًا للجيش السوري
في سياق العمليات العسكرية المستمرة، شن الطيران الحربي الروسي سلسلة من الغارات الجوية في الساعات الأولى من اليوم على مناطق محيط مدن وبلدات مورك وخان شيخون وكفرنبل وحزارين وتل كوكبة في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي. هذه الغارات استهدفت المواقع التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام مؤخرًا، في محاولة لدعم قوات الجيش السوري في معركتها ضد الفصائل المسلحة. ولم ترد معلومات رسمية حتى الآن عن وقوع خسائر بشرية جراء الغارات.
مع تصاعد المعارك في شمالي سوريا، تبدو العمليات العسكرية في ريف حماة وإدلب على وشك الدخول في مرحلة جديدة من التصعيد. الجيش السوري يسعى لتعزيز سيطرته على المناطق الاستراتيجية والحفاظ على خطوطه الدفاعية في مواجهة الهجمات الإرهابية، في وقت يترقب فيه الجميع الخطوات المقبلة التي قد تشمل هجومًا معاكسًا لاستعادة الأراضي التي سقطت بيد التنظيمات المسلحة.