وصف مركز الأبحاث التابع لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي العمليات الأخيرة لمعارضي بشار الأسد في سوريا بأنها “مفاجئة”، مشيرًا إلى أن هذه العمليات قد تساهم في مزيد من إضعاف نفوذ ابران في سوريا والمنطقة.
وذكر المركز في مقال له أن العمليات العسكرية الحالية تُنفذ من قبل مجموعات “متطرفة”، على رأسها هيئة تحرير الشام، بالإضافة إلى فصائل مسلحة مدعومة من تركيا.
وأشار المركز إلى أن معارضي الأسد، رغم تمكنهم من السيطرة على حلب واستمرار تقدمهم نحو حماة، فإن مصير هذه العمليات لا يزال غامضًا.
وعلق الرئيس السوري بشار الأسد في هذا السياق قائلاً: “يجب أن يكون المرء حذرًا في هذا الصدد”. وأضاف المركز البحثي أن مصير العمليات يعتمد بشكل كبير على ردود فعل النظام السوري وحلفائه، بما في ذلك روسيا وحزب الله، فضلاً عن الجماعات الإيرانية التي قد تُرسل لتعزيز الدعم لنظام الأسد.
الضعف الروسي وحزب الله
وأوضح المركز أن هناك تقارير تشير إلى قيام القوات الروسية بشن غارات جوية على مواقع المعارضة في سوريا، لكنه أضاف أن من غير الواضح إذا كان الأسد وحلفاؤه سيتمكنون من تشكيل دفاع قوي ضد هذه الجماعات المسلحة.
ولفت المقال إلى أن حزب الله اللبناني، الذي يُعتبر حليفًا رئيسيًا للنظام السوري، تعرض لضرر كبير جراء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مما عزز قدرة المعارضة على شن عمليات ضد النظام.
في هذا السياق، اعتبر المركز أن الوضع أصبح أكثر صعوبة على نظام الأسد مع مشاركة روسيا في الحرب الأوكرانية، ما قلل من تركيز موسكو على سوريا. كما أن ضعف حزب الله أضاف تحديًا جديدًا في الدفاع عن نظام الأسد في هذه المرحلة.
المشاركة الإيرانية في سوريا
وبحسب المقال، فإن إيران، التي تُعد واحدة من أبرز الداعمين لنظام الأسد، قد تجد نفسها أمام تحديات أكبر في حال استمرت المعارضة في تحقيق مكاسب على الأرض. كما أشار إلى أن إيران تتمتع بحضور كبير في سوريا، حيث تعتبرها “قناة لنقل الأسلحة ومكانًا لإنتاج الأسلحة”، فضلاً عن كونها قاعدة قيادة لقادة الحرس الثوري الإيراني. ورغم ذلك، فقد تدهور الموقع الاستراتيجي لإيران في المنطقة نتيجة للتطورات الأخيرة.
مقتل قادة إيرانيين في الهجمات
في سياق العمليات الأخيرة، ذكر مركز الأبحاث أن إيران فقدت أحد كبار قادتها في الحرس الثوري، كيومرث بورهاشمي، المعروف باسم “الحاج هاشم”، الذي قُتل خلال هجمات معارضي الأسد في حلب.
كما أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بأن “الحرب الجديدة” في سوريا، التي بدأت الأسبوع الماضي، تستهدف إيران بشكل أساسي، وأن العديد من الإيرانيين قُتلوا في هذه الاشتباكات.
خاتمة
وختامًا، يرى مركز الأبحاث التابع لمجلس العلاقات الخارجية أن تصاعد العمليات العسكرية للمعارضة السورية ضد نظام الأسد يعكس تحديًا متزايدًا للنفوذ الإيراني في المنطقة، وقد يؤثر على الدور الاستراتيجي لإيران في سوريا في المستقبل.