أقدمت إيران على فعل ما تجرء على فعله في حرب غزة ، رغم التهديد الدائم من الحرس الثوري لمحو إسرائيل، حيث قررت إرسال 100 الف مقاتل إلى سوريا لدعم الجيش السوري في مواجهة تحرير الشام والفصائل السورية المسلحة بعد سيطرة الجماعات المسلحة على حلب وإدلب.
هذه الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه الصراع في سوريا تصعيداً عسكرياً كبيراً، بينما تتواصل التهديدات المستمرة من الحرس الثوري الإيراني بإزالة إسرائيل من الوجود في حرب غزة، ما يثير العديد من التساؤلات حول التوجهات الاستراتيجية لإيران في المنطقة.
إرسال 100 ألف مقاتل:
وفقا لتقارير إعلامية، بدأت إيران فعلاً في إرسال 20 ألف مقاتل إيراني وموالٍ لها إلى سوريا، مع توقعات بزيادة العدد إلى 100 ألف خلال الأيام والأسابيع المقبلة. المدفعة الأولى من هذه القوات تضم خليطاً من قوات المغاوير والتدخل السريع التابعة لـ “فيلق القدس”، إضافة إلى فصائل عراقية ومقاتلين أفغان وباكستانيين. هذه القوات تهدف إلى دعم الجيش السوري في مواجهة الجماعات المسلحة، خاصة في مناطق حلب وإدلب التي شهدت تصاعداً في الهجمات خلال الفترة الأخيرة.
إيران وحلفاؤها في المعركة:
المصادر تشير إلى أن مجموعات وآليات عسكرية من الحشد الشعبي العراقي قد عبرت الحدود العراقية السورية، في طريقها إلى حمص وحماة تمهيداً لدخول معركة حلب. هذا التحرك يعكس مدى أهمية سوريا لإيران في سياق الصراع الإقليمي والدولي. فالوجود الإيراني في سوريا ليس فقط عسكرياً، بل هو جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز نفوذ إيران في المنطقة.
الأبعاد الاقتصادية والاستراتيجية:
سوريا تمثل أهمية استراتيجية كبيرة لإيران، حيث تُعتبر نقطة وصل حيوية في صراعها الإقليمي والدولي، فضلاً عن كونها تتيح لطهران استمرار نفوذها الاقتصادي في المنطقة. وفقاً لوثائق نشرها مجموعة هاكرز معارضة للنظام الإيراني، بلغت تكلفة التواجد الإيراني في سوريا أكثر من 50 مليار دولار، وهو مبلغ يتجاوز التقديرات السابقة. هذه الأرقام تشير إلى التزام إيران الكبير في دعم النظام السوري، مما يعكس تأكيد إيران على مصالحها طويلة الأمد في سوريا.
الديون الإيرانية في سوريا:
وفي سياق آخر، أثار النائب الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه موضوع الديون الإيرانية المستحقة من سوريا. حيث قال في تصريحات لموقع “تجارت نيوز” إن “سوريا مدينة لإيران بـ30 مليار دولار”، مشيراً إلى أنه يأمل أن يتم تحديد مصير هذه الديون خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق. كما أضاف أن روسيا قد حصلت على ديونها من سوريا، بينما لم تتمكن طهران من استرداد مستحقاتها حتى الآن.