لماذا تركيا هي المستفيد الأكبر مما يجري في سوريا؟
اكد فراس إلياس، الباحث العراقي المتخصص في الشؤون السياسية والإستراتيجية أن تركيا هي المستفيد الأكبر مما يجري في سوريا مع سيطرة تحرير الشام والفصائل المسلحة في حلب وإدلب، وتطوريق مدينة حماة وسط سوريا.
تركيا واستغلال إضعاف إيران في سوريا
وأضاف إلياسان تركيا أظهرت ومنذ بدء الأحداث الأخيرة في سوريا نسق إستراتيجي ثابت، يقوم بالأساس على إستغلال ضعف إيران من جهة، وإرتباك حلفائها من جهة أخرى، والهدف تعظيم شروط التفاوض مع النظام السوري بالشكل الذي يجعلها هي المتحكم الرئيسي في أي حوار مستقبلي مع النظام.
ويرى إلياس التحركات العسكرية لقوات المعارضة السورية وفرت لتركيا فرصة إعادة تشكيل المشهد الأمني في شمال سوريا، وحتى مستقبلاً في شمال العراق، من خلال إجبار قوات سوريا الديمقراطية على اعادة رسم خريطة تحالفاتها الإقليمية العابرة للحدود، وتحديداً حزب العمال الكردستاني، الذي يعاني هو الآخر من ضغط العمليات العسكرية التركية في شمال العراق.
أردوغان وإقامة المنطقة الآمنة
يمثل تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل يومين من أن تركيا أصبحت أمام فرصة اقامة منطقة آمنة تمتد من الحدود العراقية إلى البحر الأبيض المتوسط ابلغ تعبير على المكاسب الإستراتيجية التي تطمح تركيا لتحقيقها مما يجري في الساحة السورية، بحسب الباحث العراقي المتخصص في الشؤون السياسية والإستراتيجية.
ضرب شروع الربط السككي الإيراني مع العراق
ويقول إن الأحداث الجارية في سوريا شكلت ضربة قاضية لمشروع الربط السككي الإيراني مع العراق، خصوصاً وان هذا الربط ينتهي في البحر الأبيض المتوسط عبر سوريا، وبالتالي فإن وصول قوات المعارضة السورية إلى ريف حماة يعني أن هذا المشروع أصبح بحكم الميت، في مقابل ذلك أعطت تركيا دفعة كبيرة لمشروع طريق التنمية مع العراق.
وأضاف إلياس ان ذهاب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أنقرة اليوم، يعطي أبلغ رسالة بأن الحل يكمن في أنقرة وليست عاصمة أخرى، واظهرت طبيعة تعاطي الجانب التركي معه، بأنه فشل في تحقيق أي منجز من هذه الزيارة، وعاد إلى طهران مع وعود تركية غير ملزمة، وقد تلوح إيران بالتصعيد العسكري رداً على ذلك.
إعادة تشكل النفوذ ورسم الخرائط
النقطة الأهم إن تركيا حققت حتى الآن منجز مهم تستطيع من خلاله تقديم نفسها بمظهر القوة الإقليمية التي ستكون محور إهتمام إدارة دونالد ترامب القادمة، خصوصاً فيما يتعلق بانتاج حل سياسي في الساحة السورية، وقد يؤدي أي نجاح ميداني آخر تحققه المعارضة السورية خصوصاً في حماة، إلى اعادة تشكيل حتى ادوار الدول الفاعلة في المشهد السوري، والحديث هنا عن إيران تحديداً،وفقا للباحث العراقي .
ولفت إلياس إلى أن ما زاد من محورية الدور التركي هو التفاهم الضمني مع موسكو على مراعاة الحسابات الروسية مما يجري في الساحة السورية، وأعتقد أن استغلال تركيا للتورط الروسي في أوكرانيا أدى بنتائج جيدة لتركيا حتى الآن.
تركيا تعظيم المكاسب الاستراتيجية
إجمالاً ستحاول تركيا تعظيم مكاسبها الإستراتيجية في المرحلة المقبلة، وتحديدا في الساحة العراقية، إذ إن نجاحها في سحب منبج من يد قوات سوريا الديمقراطية، سيجعلها قادرة على رسم ملامح تحرك حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، خصوصاً عبر عزله تماماً عن الحدود السورية، وبناء تفاهمات أوسع نطاقاً مع الجانب العراقي، وفق المعطيات التي ستنتجها المواجهات العسكرية في شمال سوريا، بحسب إلياس.