مع بدء سيطرة الفصائل المسلحة على مدينة حلب وما حولها أثار بعض المتابعين قضية الأقليات الدينية والعرقية، لعل من أبرز مما يميز سوريا هو التنوع العرقي والإثني الذي يشكل فسيفساء فريدة من نوعها في قلب الشرق الأوسط.
وعلى رغم إيجابية هذا التنوع فإنه تحول إلى حالة سلبية بعد بدء الأزمة السورية عام 2011، إذ جرى قتل الآلاف على أساس طائفي أو عرقي.
ووثقت منظمات حقوقية ارتكاب كل من إيران وتنظيم “داعش” مجازر عدة على أساس طائفي، كما حصل في “مجزرة الحولة” بريف حمص في مايو 2012، إذ اتهمت الميليشيات الموالية لإيران بقتل 108 أشخاص منهم 34 امرأة و49 طفلاً، وذلك لأسباب طائفية.
المفكر والأكاديمي السوري الفرنسي برهان غليون يقول إنه كان دائماً يقول للسياسيين الغربيين “الذين كانوا يبدون قلقاً خاصاً على مستقبل المسيحيين في سوريا بعد الثورة، إن المسيحيين ليسوا أقلية في سوريا، ولا أحد ينظر إلى أي مكون سوري كأقلية، وهم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري التاريخي، ووجودهم في سوريا ليس طارئاً، بل غيابهم هو الطارئ لو حصل”.
ويضيف غليون، أن “المسلمين الذين لم يعرفوا حقبة في تاريخهم لم يكن المسيحيون إخوانهم وجيرانهم وأصدقاءهم فيها، لا يمكن أن يخطر ببال أحد منهم، حتى لو مسه جرثوم التعصب، أن يرى فيهم جماعة غريبة أو أجنبية بأي معنى من المعاني، والتعايش بين الجماعات المختلفة الدينية والإثنية ليس مجرد فضيلة في أخلاق السوريين ولكنه هوية”.