يون سوك يول هو الرئيس الحالي لجمهورية كوريا الجنوبية، الذي تولى منصبه في مايو 2022،هو صاحب الخط المتشدد تجاه كوريا الشمالية، وأعلن اليوم الأحكام العرفية في خطاب مفاجئ ألقاه في وقت متأخر من مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي.
ينتمي يون إلى حزب “قوة الشعب” المحافظ، وقد تم انتخابه بفارق ضئيل للغاية عن منافسه لي جاي ميونج من الحزب الديمقراطي، حيث تفوق عليه بنسبة أقل من نقطة مئوية واحدة في انتخابات مثيرة للجدل.
ورغم أنه كان جديدًا على الساحة السياسية، حيث أمضى 27 عامًا من حياته المهنية كمدع عام، فإن فوزه جاء ليعكس التغيرات السياسية في كوريا الجنوبية.
فرض الاحكام العرفية منذ ثمانينيات القرن الماضي
ووفقًا للتقارير، حاول أعضاء البرلمان المعارضين، بقيادة زعيم الحزب الديمقراطي لي جاي ميونج، الوصول إلى الجمعية الوطنية لمعارضة القرار. وكانت هذه هي المرة الأولى منذ الثمانينيات، عندما كانت كوريا الجنوبية تحت حكم دكتاتوري عسكري، التي يُعلن فيها عن فرض الأحكام العرفية. وقد أثار هذا القرار حالة من الفوضى في أوساط وسائل الإعلام والسياسة في البلاد، وسط حالة من الاستغراب والقلق بين المواطنين حول ما يعنيه هذا القرار بالنسبة للديمقراطية في كوريا الجنوبية.
الخط المتشدد تجاه كوريا الشمالية:
في حين تبنى سلفه، مون جاي إن، سياسة الحوار مع بيونغ يانغ، اختار يون سوك يول موقفًا أكثر صرامة تجاه كوريا الشمالية.
حيث وعد بتعزيز القدرات العسكرية لكوريا الجنوبية، كما ألمح إلى أنه قد يشن ضربة استباقية إذا كانت هناك أي علامات على استعداد كوريا الشمالية لشن هجوم على سيول. هذه السياسات تبرز التباين الكبير في النهج بينه وبين الرئيس السابق الذي كان يفضل الدبلوماسية.
العلاقات بين الولايات المتحدة والصين:
أحد التحديات الكبرى التي يواجهها يون هي العلاقات مع الولايات المتحدة والصين، وهما قوتان عظميان عالميتان تشكلان مصدر توتر لكوريا الجنوبية بسبب تصاعد المنافسة بينهما.
بينما سعى يون لتعزيز تحالف بلاده مع الولايات المتحدة، فقد أكدت تصريحاته على أهمية هذا التحالف التاريخي الذي تم “تشكيله بالدم” في الدفاع عن الحرية ضد الشيوعية. في المقابل، في ظل هذه التوترات، يعترف يون بأن كوريا الجنوبية ستضطر إلى اتخاذ مواقف صعبة بين هاتين القوتين.
الدبلوماسية الشخصية والاقتصاد:
وفقًا للمصادر، بدأ يون ممارسة لعبة الجولف مرة أخرى بعد فوزه بالرئاسة، استعدادًا لما سماه “دبلوماسية الجولف” مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وهو يشير إلى أهمية بناء علاقات شخصية مع قادة العالم، وهو ما يمكن أن يساهم في تحسين موقف كوريا الجنوبية على الساحة الدولية.
التحديات الداخلية:
ورث يون بلداً يعاني من آثار جائحة كوفيد-19 المستمرة، فضلاً عن الانقسام السياسي المستمر وقضايا اجتماعية حساسة. على الصعيد الاقتصادي، تواجه كوريا الجنوبية سوق عمل شديدة التنافسية، وارتفاع أسعار المساكن، ما أثر على الطبقات الوسطى والشباب.
من جانب آخر، كانت قضية المساواة بين الجنسين إحدى القضايا البارزة في حملته الانتخابية، حيث أشار “مناهضو النسوية” إلى أن السياسات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين كانت تميل لصالح المرأة بشكل مبالغ فيه. في المقابل، انتقدت النسويات العنف الجنسي المنتشر وقلة تمثيل النساء في المناصب العليا مثل مجالس الإدارة والسياسة.
السياسات المستقبلية والتحديات:
من المتوقع أن يواجه يون تحديات كبيرة في الداخل والخارج. في الداخل، يتعين عليه التعامل مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة قضايا الشباب والمساواة بين الجنسين. أما على الصعيد الخارجي، فسيظل الموقف من كوريا الشمالية والعلاقات مع الصين والولايات المتحدة محط أنظار المجتمع الدولي.
إن سياسة يون سوك يول القوية والمستقلة، لا سيما في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، تجعله رئيسًا ذا تأثير واضح على مصير كوريا الجنوبية في السنوات القادمة.