أفاد مركز أبحاث رابطة الشرق الأوسط (MEF) في تقرير حديث له أن سياسة “الضغط الأقصى” التي انتهجتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، خلال ولايته الأولى فشلت في إجراء تغييرات جوهرية في الموقف الإقليمي لإيران.
ووفقًا للتقرير، فإن الاستراتيجية الشاملة الهادفة إلى تغيير النظام في إيران هي الوحيدة القادرة على كبح “طموحات النظام الإيراني” ومنع نفوذه الإقليمي.
تأسس مركز أبحاث رابطة الشرق الأوسط عام 1990 وأصبح منظمة مستقلة غير ربحية في عام 1994. ويعتبر التقرير الصادر عن المركز مؤشرا على التوجهات المحتملة لإدارة ترامب المقبلة في التعامل مع إيران.
سياسة الضغط الأقصى: فشل في تحقيق الأهداف
تستعرض رابطة الشرق الأوسط في تقريرها تقييمًا لسياسة “الضغط الأقصى” التي تم تطبيقها بين 2016 و2020، مشيرة إلى أنها تسببت في توتر اقتصادي كبير لإيران، لكن لم تتمكن من إحداث تغييرات جذرية في السياسة أو الموقف الإقليمي لإيران.
السياسة التي شملت تجديد العقوبات الاقتصادية، مواجهة البرنامج النووي الإيراني، دعم الحركات المعارضة الداخلية، وتعطيل شبكات الوكلاء الإيرانيين، قد أثبتت فشلها في تغيير سلوك إيران في المنطقة.
التوقعات المقبلة: تغيير النظام في إيران
ويُتوقع أن يكون تغيير النظام في إيران محور سياسة الشرق الأوسط للرئيس ترامب خلال ولايته الثانية. ويشدد التقرير على أن حجر الزاوية في سياسة أمريكا المستقبلية يجب أن يكون “منع النفوذ الإقليمي لإيران ووكلائها”، وهو ما يعكس رغبة ترامب في اتخاذ موقف أكثر تشددًا حيال طهران.
في هذا السياق، يعتقد مركز الأبحاث أن السياسة الجديدة ستعتمد بشكل أكبر على الضغط على النظام الإيراني من خلال تعزيز الحملة ضد النفوذ الإيراني في سوريا، العراق، لبنان ودول أخرى في المنطقة.
دعم الأكراد والتعاون في المنطقة
في سياق متصل، يناقش التقرير أيضًا الوضع في سوريا ولبنان والعراق، داعيًا إلى تعزيز دعم القوات السورية الديمقراطية (YPG) في سوريا، وهو ما تعتبره رابطة الشرق الأوسط “تجربة ناجحة”.
كما يوصي التقرير بتقديم الدعم للأكراد في العراق وإيران، باعتبارهم حلفاء محتملين في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
ردود الفعل الإيرانية
من جانب آخر، أعرب محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، عن اعتراضه على سياسة “الضغط الأقصى” في مقال نشره في مجلة “فورين أفيرز”، مؤكداً أن هذه السياسة لن تؤدي إلى نتائج إيجابية.
ودعا ظريف إدارة ترامب إلى السعي لإبرام اتفاقية تحقق مصالح كلا الطرفين، محذرًا من استمرار السياسات التصعيدية التي ستؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة.
خلاصة التقرير
باختصار، يسلط التقرير الضوء على استمرار سياسة الضغط الأقصى في عهد ترامب، والتي تتوقع رابطة الشرق الأوسط أن تركز بشكل أكبر على تغيير النظام الإيراني وإضعاف نفوذه في المنطقة.
ورغم الفشل النسبي لهذه السياسة في الفترة السابقة، فإن الإدارة الأمريكية المقبلة قد تبذل جهودًا مكثفة لتحقيق هذه الأهداف من خلال تعزيز الدعم للمجتمعات المعارضة داخل إيران ودول المنطقة التي تواجه النفوذ الإيراني، مثل الأكراد في العراق وسوريا.