صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، بأن مشروع القانون الذي يهدف لمنح حصانة لمن يسربون معلومات سرية لرئيس الوزراء والمعروف باسم “قانون فيلدشتاين”، بأنه “خطيرا جدا على الأمن”.
وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن تصريح هاجلري هو الأول للجيش الإسرائيلي، بعد مصادقة الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) خلال قراءة تمهيدية على مشروع قانون يسمح للجنود وموظفي الأجهزة الأمنية بتسليم معلومات سرية لرئيس الوزراء أو وزير الدفاع دون الحاجة للحصول على إذن مسبق.
وقال هاغاري، إن القانون “سيخلق وضعا يمكن فيه لأي ضابط صغير في الجيش الإسرائيلي أن يسرق وثائق من الجيش، وهذا سيشكل خطرا على حياة الجنود الإسرائيليين”. مدعياً أن “الجيش الإسرائيلي لا يخفي معلومات عن المستوى السياسي، بل يعمل معه من أجل أمن إسرائيل”.
وفيما يتعلق بفضيحة تسريبات الوثائق، قال هاغاري: “وصلت الوثيقة المعنية للمسؤولين في مكتب رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)، وقد تمت سرقتها ونقلها إلى إحدى الصحف في ألمانيا بطريقة تتجاوز الرقابة”.
وتابع: “تمكن العدو بذلك من الاطلاع على الوثيقة ما أضر بأمن الدولة”، وفق تعبيره، واعتبر “القانون خطيرا للغاية على أمن الدولة”.
ومشروع “قانون فيلدشتاين”، قدمه عضوا الكنيست حانوخ ميلفيديسكي وعاميت هاليفي من حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، وتمت الموافقة عليه بأغلبية 59 مؤيدا مقابل 52 معارضا.
وعارضت المستشارة القضائية للحكومة غالي بهارف ميارا مشروع القانون، قائلة إن “هناك قلقا جديا من أن هذا تشريع شخصي يهدف إلى تدخل سياسي غير لائق في دعوى جنائية تتعلق بمحيط رئيس الوزراء”.
مشيرة إلى أن القانون المقترح قد يؤدي أيضاً “إلى تسييس العمل الاستخباراتي، مع إحداث تغيير جذري في مبادئه”، وفق “هآرتس”.
ويأتي هذا التشريع عقب “قضية الوثائق السرية” التي أثيرت قبل أشهر، حيث يواجه إيلي فيلدشتاين، متحدث مكتب نتنياهو للشؤون الأمنية، والمستشار بمكتبه يوناثان أوريخ اتهامات بتسريب وثائق سرية للإعلام مصدرها المخابرات العسكرية (أمان) بعد حصولهما عليها من جندي وضابط بالجيش.
وبحسب الاتهامات، حاول فيلدشتاين تسريب المادة السرية لصحفي من القناة 12 الخاصة لكن الرقابة العسكرية أوقفت نشرها، ليأمر أوريخ بتسليمها إلى شروليك أينهورن، أحد كبار مستشاري نتنياهو في الحملات الانتخابية الأخيرة، الذي سربها بدوره إلى صحيفة ألمانية قامت بنشرها.
وتُشير التقارير إلى أن الهدف من تسريب الوثائق كان إيهام الرأي العام بأن زعيم حركة “حماس” يحيى السنوار (قبل مقتله) كان يعارض التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، بينما كانت الاتهامات تُوجه لنتنياهو بإفشال الاتفاق.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية. فإن مشروع القانون يهدف إلى حماية فيلدشتاين وأينهورن والمتهمين الآخرين في القضية من الإدانة بالتهم الموجهة إليهم، التي تشمل “حيازة معلومات سرية” و”عرقلة سير العدالة”، وهي جرائم قد تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة.