نزح عشرات الآلاف من سكان الأحياء ذات الأغلبية العلوية في مدينة حمص وسط سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس، بعد إعلان الجيش السوري انسحابه من مدينة حماة وسيطرة الفصائل المعارضة عليها.
قلق من تقدم الفصائل المعارضة
ذكر رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، أن “نزوحاً جماعياً جرى في صفوف أبناء الطائفة العلوية من أحياء مدينة حمص، حيث غادر عشرات الآلاف نحو مناطق الساحل السوري، خشية من تقدم الفصائل المسلحة نحو المدينة”.
وأشار خالد، أحد سكان حمص، لوكالة فرانس برس، إلى أن “الطريق المؤدي إلى محافظة طرطوس شهد ازدحاماً مساء الخميس، بأنوار مئات السيارات المتجهة خارج المدينة”.
مخاوف من امتداد الهجوم
تقع مدينة حمص على بعد نحو 40 كيلومتراً جنوب مدينة حماة، التي انسحبت منها القوات الحكومية عقب سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة أخرى على المدينة. هذا التقدم جاء ضمن هجوم مباغت بدأ الأسبوع الماضي، تمكنت خلاله الفصائل من السيطرة على مساحات واسعة من شمال سوريا، بما فيها مدينة حلب.
حمص وعلاقتها بالثورة
تعد حمص مدينة ذات رمزية كبيرة، إذ لقبتها المعارضة بـ”عاصمة الثورة” في عام 2011 بسبب التظاهرات الحاشدة ضد النظام السوري. وتضم المدينة أحياء مختلطة، من بينها أحياء ذات أغلبية علوية، تعرض بعضها لتفجيرات دامية على مدار السنوات الماضية.
الساحل السوري وجهة النازحين
يعتبر الساحل السوري، الذي يضم مناطق مثل اللاذقية وطرطوس، معقلاً للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد. مع تصاعد العمليات العسكرية وتراجع سيطرة الحكومة، أصبحت هذه المناطق ملاذاً آمناً للنازحين من الأحياء المهددة بالتصعيد.
التطورات العسكرية
جاءت سيطرة الفصائل المعارضة على حماة بعد أيام من هجوم مكثف، مما أثار مخاوف من تقدمها جنوباً نحو حمص، التي تمثل مركزاً استراتيجياً ومعبراً رئيسياً إلى العاصمة دمشق والساحل السوري.