بدأت إيران في إجلاء قادتها العسكريين وقواتها من سوريا يوم الجمعة، وهي خطوة قال مسؤولون إقليميون وثلاثة مسؤولين في طهران إنها علامة على عدم قدرة الحكومة الإيرانية على المساعدة في حماية نظام بشار الأسد في مواجهة هجوم واسع النطاق من قبل المناهضين للأسد، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
ويأتي انسحاب هذه القوات، التي تعد من الداعمين الرئيسيين لبشار الأسد في سوريا، بالتزامن مع الهجوم الواسع النطاق الذي يشنه المعارضين ضد بشار الأسد.
وبحسب هذا التقرير، فإن كبار قادة فيلق القدس الإرهابي، الفرع الأجنبي للحرس الثوري ، من بين الأشخاص الذين تم نقلهم إلى العراق ولبنان.
وقال ثلاثة مسؤولين في طهران، اثنان منهم من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، لصحيفة نيويورك تايمز إنه يتم إجلاء أفراد الحرس الثوري الإيراني وبعض الموظفين الدبلوماسيين الإيرانيين وعائلاتهم ومواطنين إيرانيين آخرين من سوريا.
وبحسب مصادر الصحيفة، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، فإن أمر الإخلاء يشمل السفارة الإيرانية وقواعد الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وبدأ خروج هذه القوات، بما في ذلك جزء كبير من موظفي السفارة السورية، صباح الجمعة.
وبحسب هذا التقرير، سيتم تنفيذ أجزاء من عملية إجلاء هذه القوات جواً إلى طهران، فيما سيتم نقل جزء آخر منها إلى لبنان والعراق وميناء اللاذقية السوري عبر الطرق البرية.
وقال مهدي رحمتي، أحد المحللين الذين يقدمون المشورة لمسؤولي الجمهورية الإسلامية في مجال الاستراتيجية الإقليمية، لصحيفة نيويورك تايمز في مقابلة هاتفية إن طهران ستسحب أفرادها العسكريين من سوريا، لأنه إذا فعل الجيش السوري نفسه ذلك لا تنوي القتال، ولا تستطيع طهران تقديم المشورة والدعم العسكري لسوريا.
وبحسب الصحيفة ، فإن الأمر بإجلاء قوات طهران من سوريا يعد علامة مهمة على تغير الوضع بالنسبة للأسد وإيران، الدولة التي دعمت الأسد خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عامًا في سوريا واستخدمت الأراضي السورية باعتبارها الطريق الرئيسي لنقل الأسلحة إلى سوريا وقد استخدمها حزب الله اللبناني.
وكانت طهران، إلى جانب موسكو، أقوى داعم للحكومة السورية وأرسلت قوات وقادة إلى القواعد والخطوط الأمامية ودعمت الميليشيات.
وفي ذلك الوقت، أرسلت طهران أيضًا عشرات الآلاف من فيلق القدس ووكلائه، بما في ذلك الأفغان والباكستانيون الشيعة والحشد الشعبي وحزب الله اللبناني، إلى سوريا للدفاع عن الحكومة السورية ضد معارضي الأسد.
أدى الهجوم المفاجئ لتحالف المتمردين إلى تغيير جذري في حالة الحرب الأهلية، ففي أسبوع واحد فقط، استولوا على مدن مهمة مثل حلب وحماة وسيطروا على مناطق واسعة في أربع محافظات.
وبحسب المصادر الإيرانية لصحيفة نيويورك تايمز، فإن القائدين الكبيرين في فيلق القدس، اللذين كانا مسؤولين عن قوات طهران في سوريا، فرا إلى العراق يوم الجمعة بعد سيطرة وفد تحرير الشام على حمص، وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على دير الزور.