عقب سيطرة الفصائل المسلحة على دمشق وهروب الرئيس السوري بشار الأسد، وإعلان سقوط النظام في سوريا، أصبح نفوذ إيران وحزب الله مهدداً في سوريا وهو مليشكل لضربة لمحور المقاومة وخسارة استراتيجية للنفوذ الإيراني .
إن انهيار الشراكة بين إيران وسوريا من شأنه أن يعيد تشكيل توازن القوى في الشرق الأوسط، وسوف يضعف “محور المقاومة” الذي شكلته إيران مع حلفائها المتشددين في لبنان والأراضي الفلسطينية وسوريا والعراق واليمن. وسوف تتعزز قوة إسرائيل وحلفائها العرب.
الخسائر الاستراتيجية
- تشكل أبرز خسائر إيران بعد سقوط نظام بشار الأسد هو فقدان الممر البري الحيوي الذي يربط طهران ببيروت عبر العراق مما يعني إنهاء إمدادات حزب الله بالاسلحة ونهاية الممر الاستراتيجي وحلم الحرس الثوري من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط وسوريا.
- خسارة استثمارات ليست الممر البري هي الخسارة الوحيدة لإيران بعد سقوط نظام بشار الأسد ولكن هناك خسائر اقتصادية فادحة لإيران بأكثر من 50 مليار دولار في سوريا.
- يعد أيضا سقوط نظام بشار الأسد نهاية لمايسمى “محور المقاومة” الذي شكلته إيران مع حلفائها في المنطقة.
نشرت إيران قادة وقوات في سوريا في عام 2012 في بداية الانتفاضة المناهضة للحكومة، مما ساعد على هزيمة كل من معارضي نظام الأسد وجماعة الدولة الإسلامية الإرهابية.
التداعيات المباشرة
- عزل حزب الله في لبنان وصعوبة إمداده بالأسلحة والدعم اللوجستي.
- خسارة طهران القواعد العسكرية والمنشآت الإيرانية في سوريا.
- تراجع النفوذ الإيراني في العراق نتيجة فقدان العمق الاستراتيجي في سوريا.
مستقبل النفوذ
وحول تأثير سقوط نظام بشار الأسد على نفوذ ومصالح إيران في سوريا، فإن فقدان إيران لمشروع التغيير الديموغرافي الذي بدأته في مناطق استراتيجية، وكذلك صعوبة الحفاظ على الميليشيات الموالية لإيران في ظل سيطرة المعارضة.
وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي سافر إلى دمشق وبغداد والعاصمة القطرية الدوحة، لإجراء مشاورات بشأن سوريا، تحدث في البداية بلهجة متحدية، إلا أنه قال في وقت لاحق إن مصير السيد الأسد سيترك “بإرادة الله”.
وصفت مذكرة داخلية من أحد أعضاء الحرس الثوري، نظرت إليها صحيفة نيويورك تايمز، الوضع في سوريا بأنه “لا يصدق وغريب”. وتقول المذكرة إن الأمر كما لو أن “إيران قبلت سقوط الأسد وفقدت إرادة المقاومة”.
وتحول التلفزيون الحكومي في إيران ذات الأغلبية الشيعية من وصف المتمردين السنة بـ “الإرهابيين الكفار” إلى “الجماعات المسلحة”، وأفاد بأنهم عاملوا حتى الآن الأقليات الشيعية بشكل حسن.
وقال سهيل كريمي، وهو مقاتل سابق في سوريا تحول إلى محلل سياسي، في برنامج إخباري على التلفزيون الحكومي، إن تعهدات السيد عراقجي بدعم الحكومة السورية لم تكن سوى أمل كاذب. وأضاف مستشهداً بتقارير من اتصالاته في سوريا: “الواقع في الميدان ليس ما يقوله.. إن رجالنا ليسوا في ساحة المعركة في سوريا الآن.. لم يُسمح لهم بذلك”.