وأظهرت التحليلات الأولية للصور أن الوارد المائي الحالي إلى سد النهضة قد تراجع بشكل ملحوظ، حيث لا يتجاوز 50 مليون متر مكعب يوميًا، وهو ما يكفي لتشغيل توربين واحد فقط من أصل أربعة توربينات مفترض أنها جاهزة للعمل.
وفي ظل هذه الكمية المحدودة، تم إغلاق كافة بوابات المفيض، لكن مع عدم تشغيل أي من التوربينات، فقد تم فتح 3-4 بوابات من المفيض العلوي الستة في سبتمبر الماضي خلال موسم الأمطار. ومع انخفاض الأمطار، تم تقليص التصريف تدريجيًا إلى بوابتين في 4 نوفمبر الماضي، ثم بوابة واحدة فقط في 19 نوفمبر.
واليوم، 9 ديسمبر 2024، تم فتح بوابة أخرى ليصبح التصريف اليومي من السد حوالي 100-150 مليون متر مكعب، رغم قلة الأمطار.
منذ الخامس من سبتمبر 2024، ظل مخزون بحيرة السد ثابتًا عند منسوب 538 مترًا، بإجمالي تخزين يبلغ 60 مليار متر مكعب. كان من المخطط استخدام هذه المياه لتشغيل التوربينات، إضافة إلى أكثر من 150 مليون متر مكعب من المخزون السابق، بعد تركيب ثلاثة توربينات جديدة في ديسمبر الجاري، ليصل عدد التوربينات الجاهزة إلى سبعة.
ومع ذلك، لا تزال المشاكل الفنية مستمرة، حيث أن الأربعة توربينات السابقة متوقفة عن العمل، ولا توجد أخبار موثوقة حول تركيب التوربينات الثلاثة الجديدة.
هذه التطورات تدفع إلى التساؤل ما إذا كانت إثيوبيا قد فقدت الأمل في تشغيل التوربينات في المدى القريب، وبالتالي لجأت إلى التفريغ التدريجي لجزء من مخزون السد بدلاً من إجراء التفريغ الكبير المتوقع في موسم الأمطار القادم.
ويبدو أن إثيوبيا تسعى للتخلص من 25 مليار متر مكعب من المخزون على الأقل قبل موسم الأمطار القادم، إما عن طريق تمرير المياه عبر التوربينات لتوليد الكهرباء، أو من خلال فتح بوابات المفيض تدريجيًا الآن أو كليًا في الفترة بين أبريل ويونيو القادم.