مجلس الدوما الروسي يوافق على مشروع قانون لرفع اسم حركة طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية
في خطوة مثيرة للجدل، وافق مجلس الدوما الروسي على مشروع قانون يتيح رفع اسم حركة طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية في روسيا. تم اتخاذ القرار في مرحلته الأولى يوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2024. يتطلب هذا القانون موافقة مجلس الاتحاد وتوقيع الرئيس فلاديمير بوتين ليصبح نافذاً.
التاريخ والقانون الروسي
تم إدراج حركة طالبان ضمن قائمة الجماعات الإرهابية في روسيا عام 2003، حيث يعتبر أي تواصل معها جريمة بموجب القانون الروسي. ورغم ذلك، شهدت السنوات الأخيرة محادثات دبلوماسية بين روسيا وحركة طالبان، حيث أكد مسؤولون روس أهمية التعامل مع الحركة للحفاظ على استقرار أفغانستان.
الدور التاريخي لروسيا في أفغانستان
تاريخياً، خاضت روسيا (الاتحاد السوفييتي سابقاً) حرباً طويلة في أفغانستان بين عامي 1979 و1989. ومنذ ذلك الحين، تسعى موسكو للعب دور دبلوماسي مؤثر في الشأن الأفغاني. مع عودة طالبان للسلطة في 2021، استضافت روسيا عدة اجتماعات مع الحركة لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
الاختلافات الدولية في التعامل مع طالبان
بينما تسعى طالبان لإقامة علاقات ثنائية مع قوى إقليمية، تواجه الحركة انتقادات واسعة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، خاصة ضد النساء. شملت هذه الانتهاكات حظر تعليم الفتيات ومنع النساء من العمل في مجالات عديدة، مما زاد من القلق الدولي.
الرقابة على الكتب والحرية الثقافية
فرضت طالبان قيوداً صارمة على الكتب والمطبوعات، حيث صادرت العديد من الكتب وأزالت مصنفات من المكتبات العامة. كما أعدت قائمة بالكتب المحظورة، مما أثار قلقاً بشأن حرية التعبير في البلاد.
موقف روسيا والصين في الأمم المتحدة
في الأمم المتحدة، استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع قرار يدين إجراءات طالبان ضد النساء والفتيات. يعكس هذا الموقف دعمهما للحكومة الحالية في أفغانستان، رغم الانتقادات الدولية.
يمثل مشروع القانون الذي أقره مجلس الدوما الروسي خطوة كبيرة نحو تغيير السياسة الروسية تجاه طالبان. على الرغم من الانتقادات حول أوضاع حقوق الإنسان في أفغانستان، يبدو أن موسكو تسعى لتحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال وسائل دبلوماسية، ما يجعل هذا الملف من أكثر القضايا تعقيداً في الساحة الدولية.