مشروع أنابيب الغاز القطري بعد التغيرات السياسية في سوريا
عودة المشاريع الكبرى إلى الواجهة
بعد التغييرات السياسية الجذرية في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، بدأت بعض المشاريع الكبرى التي كانت قد توقفت بسبب الأزمة السورية تعود إلى الواجهة. ومن بين هذه المشاريع، يعود الحديث عن مشروع أنابيب الغاز الطبيعي من قطر إلى أوروبا عبر الأراضي السورية، وهو المشروع الذي كان قد أوقفه النظام السوري السابق بسبب تعارضه مع مشاريع أخرى، خصوصًا أنبوب الغاز الإيراني الذي كان يمر عبر العراق وسوريا.
الطاقة والاحتياجات المتزايدة في سوريا
مع سيطرة هيئة تحرير الشام على جزء كبير من الأراضي السورية وتغير السلطة في البلاد، بدأت تركيا النظر في كيفية استجابة لتلبية احتياجات سوريا المتزايدة من الطاقة. في تصريحات له، أفاد ألب أرسلان بيرقتار، وزير الطاقة التركي، بأن تركيا تقوم بالتحضيرات اللازمة لمساعدة سوريا في تلبية احتياجاتها الطاقوية في ظل الوضع الحالي.
بيرقتار: “سوريا بحاجة إلى دعم في مجال الطاقة بعد الدمار الذي لحق ببنيتها التحتية، ونحن نجري استعداداتنا لهذا”.
وأشار بيرقتار إلى أن سوريا تواجه تحديات كبيرة في هذا المجال بعد سنوات من الحرب والدمار، وأن تركيا تسعى لتقديم الدعم اللازم لها. ورغم أنه لم يتم تلقي أي طلب رسمي من الحكومة السورية بشأن الطاقة بعد، إلا أن تركيا تواصل استعداداتها من أجل تحقيق هذا الهدف.
عودة مشروع الغاز القطري إلى الواجهة
واحدة من المشاريع التي بدأت تظهر مجددًا هي مشروع أنابيب الغاز الطبيعي القطري إلى أوروبا عبر سوريا. كان هذا المشروع جزءًا من خطة قطر لتصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية، وقد تم اقتراحه منذ سنوات طويلة، لكن تعثر المشروع بسبب الأزمة السورية.
يهدف المشروع إلى نقل الغاز الطبيعي من حقل الشمال القطري إلى الأسواق الأوروبية عبر شبكة من الأنابيب تمر عبر السعودية، الأردن، سوريا، وتركيا. ومع تغير الوضع السياسي في سوريا، أصبح من المحتمل أن يعود المشروع إلى طاولة البحث مجددًا.
رؤية قطر حول المشروع
في الوقت الذي تعكف فيه قطر على تصدير الغاز المسال إلى أسواق مختلفة، يظل الحديث عن خط الأنابيب ليس أولوية قصوى. قطر تركز حاليًا على تصدير الغاز السائل نظرًا للخبرة الكبيرة التي تمتلكها في هذا المجال. ومع ذلك، يبقى مشروع خط الأنابيب عبر سوريا خيارًا يمكن النظر فيه في المستقبل، رغم التحديات الأمنية والسياسية.
التحديات الأمنية والسياسية في سوريا
مع تغير الوضع السياسي في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، بدأ بعض الخبراء يشيرون إلى أن تنفيذ هذا المشروع لا يزال بحاجة إلى مزيد من الاستقرار الأمني والسياسي. وفقًا لعلي ماجدي، المعاون السابق للشؤون الدولية في وزارة النفط الإيرانية، فإن تصريحات قطر حول تصدير الغاز عبر الأنابيب لا يمكن أن تتحقق حاليًا بسبب عدم الاستقرار السياسي في سوريا.
ماجدي: “تصريحات قطر حول تصدير الغاز عبر الأنابيب لا يمكن أن تتحقق في الوقت الراهن بسبب عدم الاستقرار السياسي في سوريا”.
وأضاف أن المشروع يحتاج إلى ظروف أمنية ملائمة لضمان سلامة الأنابيب من التهديدات المحتملة.
إيران وتحدياتها في سوق الطاقة
فيما يتعلق بتأثير تنفيذ هذا المشروع على إيران، أشار ماجدي إلى أن إيران بحاجة إلى استثمارات ضخمة لتحسين وضعها في صناعة النفط والغاز. كما أكد أن إيران قد فقدت حصة كبيرة في سوق الطاقة العالمية بسبب العقوبات والتحديات الداخلية.
بشار الأسد يكشف عن أسباب الحرب الأهلية
في تصريحات غير مسبوقة، كشف الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر 2026، عن دور مشروع خط أنابيب الغاز القطري في تأجيج الحرب الأهلية في سوريا، مشيرًا إلى أنه كان أحد العوامل المهمة التي ساهمت في اندلاع الصراع.
سوريا: بوابة للطاقة أم نقطة نزاع؟
في ديسمبر 2024، دعت وزارة النفط السورية العاملين في قطاع النفط والغاز إلى العودة إلى العمل في محاولة للحد من النقص في الطاقة. ومع ذلك، يظل مستقبل قطاع الطاقة السوري غامضًا بسبب التحديات السياسية والاقتصادية.