أكّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من بغداد، على اتخاذ حكومة رئيس وزراء العراقي محمد شياع السوداني “إجراءات صارمة” ضد الميليشيات المدعومة من طهران في العراق، ومنع إيران من نقل الأسلحة عبر العراق إلى الميليشيات في سوريا.
وقام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة غير معلنة إلى العراق يوم الجمعة، لمناقشة مستقبل سوريا مع رئيس وزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وجرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون المشترك، وكذلك مناقشة الأوضاع في المنطقة، وتطورات الأحداث الجارية في سوريا، وما تتطلبه من جهود إقليمية ودولية لتعزيز الأمن في سوريا واستقرار المنطقة بالكامل.
وجدد السوداني موقف العراق بدعم سوريا في هذه المرحلة المهمة، وأهمية أن تضطلع الدول الصديقة بمساعدة السوريين في إعادة بناء دولتهم، ومواجهة التحديات التي قد تؤثر على السلم الأهلي فيها، مشدداً على ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد لضمان تعزيز استقرارها، كما أكد أنّ العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا.
وأكد ريس الوزراء العراقي ضرورة عدم السماح بالاعتداء على الأراضي السورية، من أي جهة كانت، وشدد على أنّ ذلك يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكية على اتفاق الولايات المتحدة مع الجانب العراقي على ضرورة احترام خيارات الشعب السوري، والعمل على تشكيل حكومة شاملة تعكس إرادة الشعب السوري وتنوع مكوناته، مشيراً إلى الدور المحوري للعراق، وأنه يمثل شريكاً أساسياً في المنطقة، وأهمية التشاور معه في التطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة، مؤكداً التزام أعضاء التحالف الدولي تجاه أمن وسيادة العراق واستقراره.
وتطرق اللقاء إلى الأحداث في غزة، وأهمية مواصلة العمل لإنهاء الحرب، والتأكيد على بذل كل الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار في لبنان.
وسافر السيد بلينكن إلى المنطقة في أعقاب الإطاحة السريعة بحكومة بشار الأسد في سوريا.
وطلبت إدارة جو بايدن من المتمردين المناهضين للأسد تشكيل حكومة تضم الأقليات السورية.
وقالت وزارة الخارجية إن بلينكن سيؤكد في بغداد على التزام الولايات المتحدة بالشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق، وكذلك بالحفاظ على أمن العراق واستقراره وسيادته.
وجاء في بيان الوزارة أن “وزير الخارجية سيناقش أيضًا الفرص والتحديات الأمنية في المنطقة والدعم المستمر للولايات المتحدة للتعامل مع جميع الطوائف السورية لضمان عملية انتقالية شاملة”.
وقال مسؤول أمريكي لوكالة رويترز للأنباء إن واشنطن ستستغل هذا الاجتماع كفرصة لصد إيران قدر الإمكان في المنطقة.
ظهرت الجماعات الشيعية التي تدعمها إيران كأطراف فاعلة قوية في العراق بعد أن غزا التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة العراق في عام 2003 بعشرات الآلاف من الميليشيات.
وعلى الرغم من قلق بغداد من انتشار الاضطرابات السورية إلى العراق، إلا أنها قررت عدم السماح للميليشيات الشيعية بالتدخل في سوريا بعد انتصار المتمردين السنة والاستيلاء على دمشق.
خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عامًا في سوريا، كانت الحكومة الإيرانية أحد الداعمين الرئيسيين لبشار الأسد واستخدمت أراضي البلاد كطريق رئيسي لتزويد حزب الله اللبناني بالأسلحة.
في أقل من عشرة أيام، تمكن تحالف المعارضة التابع لحكومة بشار الأسد، بقيادة هيئة تحرير الشام، من الاستيلاء على مدن رئيسية مثل حلب وحماة وحمص، واسقاط نظام بشار الأسد.