قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إنه تحدث مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن آخر التطورات في سوريا ومساعي إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين تحتجزهم حركة «حماس» في غزة.
الموقف من سوريا
وأوضح نتنياهو لترامب أن إسرائيل ليس لديها أي مصلحة في أن يكون هناك صراع في سوريا، وأن الإجراءات التي تتخذها في هذا البلد تهدف إلى «إحباط التهديدات المحتملة من سوريا ومنع سيطرة عناصر إرهابية على مواقع بالقرب من حدودنا».
تأتي تصريحات نتنياهو في وقت حساس، حيث يعكس موقفه استمرار المخاوف الأمنية الإسرائيلية تجاه سوريا في ظل التطورات الإقليمية.
كما أن المكالمة بين نتنياهو وترامب تأتي في سياق أوسع من الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل بشأن قضية الرهائن الذين يحتجزهم عناصر «حماس» في قطاع غزة.
مناقشة صفقة إطلاق سراح الرهائن
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، لم تقدم الحكومة الإسرائيلية أي تفاصيل رسمية بشأن المكالمة بين نتنياهو وترامب، إلا أن التقارير أفادت بأن الجانبين ناقشا بشكل خاص الاتفاق المحتمل بشأن الرهائن، والوضع العسكري في غزة، إضافة إلى الأوضاع في سوريا.
وذكر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، في تصريحات الخميس الماضي، أنه يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعد لإبرام صفقة بشأن إطلاق سراح الرهائن في غزة، ووقف إطلاق النار في القطاع.
سوليفان أضاف أنه حان الوقت لإنهاء «المهمة» المتعلقة بإطلاق سراح الرهائن وإعادتهم إلى ديارهم، مشيرًا إلى أن «حماس» قد غيرت من مقاربتها للمفاوضات، ما يرجح أن هناك تحولات في المواقف السياسية والديبلوماسية في المنطقة، تتزامن مع الضغوط الدولية المتزايدة على الجماعة الفلسطينية.
جهود دبلوماسية أمريكية
تتزامن هذه التحركات مع زيارة محتملة لمستشار ترمب لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، إلى إسرائيل هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن يعقد اجتماعات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن الصفقة المحتملة للإفراج عن الرهائن.
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قد أفادت بهذا الإعلان في وقت سابق، مشيرة إلى أن بوهلر سيقوم بجهود دبلوماسية مكثفة لدفع الأمور نحو صفقة شاملة.
من جانبه، كان ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب إلى الشرق الأوسط، قد زار المنطقة في 9 ديسمبر الجاري، محذرًا من أن عدم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيب ترمب في 20 يناير المقبل قد يشكل «مشكلة خطيرة» للشرق الأوسط.
وكان ويتكوف قد التقى مع نتنياهو ورئيس وزراء قطر في نوفمبر الماضي للبحث في جهود دبلوماسية لتأمين إطلاق سراح الرهائن.
التشاور الإقليمي والجهود المصرية
يأتي ذلك في إطار تحركات دبلوماسية إقليمية واسعة، حيث كانت هناك لقاءات بين المسؤولين الإسرائيليين والمصريين، إذ زار رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار القاهرة الأسبوع الماضي لمناقشة اتفاق هدنة مع «حماس».
كما شارك جيك سوليفان في سلسلة من اللقاءات في إسرائيل وقطر ومصر، حيث تم التركيز على تنفيذ الصفقة المحتملة بأسرع وقت ممكن.
تظل قضية الرهائن في غزة تشكل نقطة محورية في التفاوض بين إسرائيل و«حماس»، بينما تتابع الحكومة الإسرائيلية جهودها لتعزيز الأمن على حدودها الشرقية.
في الوقت نفسه، تتواصل التحركات الدولية والإقليمية من أجل إتمام صفقة إطلاق سراح الرهائن، وسط دعوات من المجتمع الدولي لإنهاء القتال في غزة وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار.