أوكرانيا تدعو المجتمع الدولي لفرض عقوبات ضد أسطول النفط الروسي بعد تسرب نفطي كارثي
دعت أوكرانيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ضد أسطول النفط الروسي الذي يخرق العقوبات، بعد غرق ناقلة قديمة في البحر الأسود مما تسبب في كارثة بيئية كبرى.
تفاصيل الحادث
انقسمت سفينة الشحن الروسية “فولجونفت-212” إلى نصفين أثناء عاصفة شديدة قبالة سواحل شبه جزيرة القرم المحتلة يوم الأحد. وواجهت ناقلة نفط ثانية “فولجونفت-239” صعوبات في نفس المنطقة، وفي النهاية جنحت بالقرب من ميناء تامان في الطرف الجنوبي من مضيق كيرتش.
كانت السفينتان تحملان أكثر من 9 آلاف طن من زيت الوقود الثقيل، وتسبب تسرب حوالي 3 آلاف طن من النفط، وفقًا لبيانات الأقمار الصناعية. وقال عالم البحار سيرجي ستانيتشني لوكالة أنباء تاس الروسية: “لسوء الحظ، تضررت بعض الخزانات. أما الخزانات المتبقية فهي مغلقة”.
عملية الإنقاذ والضحايا
انطلقت يوم الأحد عملية إنقاذ بمشاركة زوارق سحب وطائرتي هليكوبتر. وأظهرت لقطات فيديو مقدمة القارب المنكوب تبرز عموديًا من الماء، حيث وقف أفراد الطاقم على الجسر مرتدين سترات النجاة. وقد توفي بحار واحد، ونقل 11 آخرون إلى المستشفى بسبب انخفاض حرارة الجسم.
ردود فعل أوكرانية
اتهمت أوكرانيا الكرملين بالتهور وانتهاك قواعد التشغيل الأساسية. وقال ميخايلو بودولياك، مستشار رئيس مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، على وسائل التواصل الاجتماعي: “التلوث هو الأسوأ هذا القرن في منطقة البحر الأسود، وثاني أسوأ تلوث على الإطلاق”.
وأضاف بودولياك: “من الواضح الآن أن أي عقوبات ضد أسطول الناقلات الروسية مفيدة دائمًا، لكنها جاءت متأخرة للغاية. لقد أدت الحوادث التي وقعت على متن سفينتين صدئتين في مضيق كيرتش إلى كارثة بيئية أخرى واسعة النطاق في حربنا.”
وواصل مستشار الرئيس الأوكراني قائلاً: “لقد تسربت آلاف الأطنان من وقود النفط مما تسبب في أضرار مأساوية للأنظمة الطبيعية لبحر آزوف والبحر الأسود.” كما أشار إلى أن الناقلات بنيت منذ أكثر من 50 عامًا ولم يكن ينبغي استخدامها في العواصف الشتوية.
مطالبة بفرض عقوبات صارمة
ودعا بودولياك إلى فرض “أشد العقوبات” على السفن والأشخاص المرتبطين بها، قائلاً إن الدول يجب أن تمنع دخولها إلى المياه الإقليمية والدولية وتحظر “نقل النفط الروسي”. وأضاف أن على الناقلات الحصول على الحماية المناسبة والتأمين ضد الأضرار.
الإجراءات الدولية ضد روسيا
اعتمد الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين جولة جديدة من العقوبات ضد روسيا رداً على حربها ضد أوكرانيا. وأضيفت 52 سفينة من أسطول الظل الروسي، ليصل إجمالي عدد السفن إلى 79 سفينة. وقالت مفوضية الاتحاد الأوروبي إن إجراءات أكثر صرامة اتخذت أيضًا ضد العديد من الكيانات الصينية.
النرويج تعلن عن دعم إضافي لأوكرانيا
من جانب آخر، أعلنت النرويج أنها خصصت 242 مليون دولار لتعزيز البحرية الأوكرانية الصغيرة، ومساعدتها في ردع التهديدات الروسية القادمة من البحر الأسود. وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور: “هذه الأموال ستساعد في حماية سكان أوكرانيا من الهجمات الصاروخية وحماية صادرات الحبوب من أوديسا وغيرها من الموانئ”.
التأثير البيئي والتوقعات المستقبلية
بحسب منظمة السلام الأخضر، كانت الناقلتان المنكوبتان في طريقهما لتوصيل الوقود إلى البحرية الروسية، وكانت قد انطلقتا من ميناء فولغوغراد النهري قبل 12 يومًا. وقال بول جونسون، رئيس مختبرات الأبحاث التابعة لمنظمة السلام الأخضر في جامعة إكستر: “أي تسرب نفطي أو بتروكيماوي في هذه المياه قد يكون خطيرًا، ومن المرجح أن يكون مدفوعًا بالرياح والتيارات السائدة. في ظل الظروف الجوية الحالية، سيكون من الصعب للغاية احتواءه”.
وأضاف جونسون: “إذا تم دفعها إلى الشاطئ، فسوف تتسبب في تلوث الشاطئ. وسيكون تنظيفها صعبًا للغاية.”