في تصريحات مثيرة للقلق، أكد نائب منسق الجيش الإيراني، حبيب الله سياري، أن الجيش الإيراني لا يستطيع تقدير ما سيحدث في العام المقبل بسبب التطور السريع في التكنولوجيا العسكرية.
جاءت هذه التصريحات خلال “المؤتمر الوطني الأول حول القيادة والسيطرة على الحرب المعرفية”، حيث أشار سياري إلى التحولات الكبيرة في أساليب الحرب وتزايد دور الذكاء الاصطناعي في الحروب الحديثة.
التحديات التكنولوجية والتطور السريع: أعرب سياري عن قلقه إزاء “ذكاء” الأسلحة في الجيوش المتقدمة في العالم، موضحًا أن سرعة تطوير الأسلحة جعلت من الصعب التنبؤ بما سيحدث في المستقبل القريب.
وقال: “اليوم لا نستطيع تقدير ما سيحدث بالضبط في العام المقبل”، مشيرًا إلى أن الأسلحة باتت أكثر تطورًا من أي وقت مضى.
وأضاف: “نحن لا نستطيع استغلال تجارب الماضي لنكون حاضرين في حروب المستقبل”. وبذلك، ركز على ضرورة مواكبة التغيرات التكنولوجية السريعة في ميدان الحروب.
التكنولوجيا العسكرية الحديثة: تطرقت تصريحات سياري أيضًا إلى التحولات في أساليب الحرب وتطور المعدات العسكرية، مشيرًا إلى أن الأسلحة الحديثة باتت أكثر ذكاءً وتعقيدًا. في هذا السياق، استشهد بالتقنيات المتقدمة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي، مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات المراقبة، لتحديد الأهداف بشكل دقيق.
في أبريل من هذا العام، تم اعتراض أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ تم إطلاقه من إيران بواسطة الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع القوات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والأردنية.
الحرب المعرفية والتحديات الاستراتيجية: أحد الموضوعات التي ركز عليها سياري كان “الحرب المعرفية”، التي وصفها بأنها أسلوب يستخدمه العدو لتقويض الاستقرار الداخلي من خلال نشر الشائعات، نزع الشرعية، وإثارة الإحباط في المجتمع.
وأضاف أن هذه الحرب لا تتم على المدى القصير، بل تمتد على فترات طويلة، ولها تأثير عميق على العقلية الجماعية للشعوب.
في هذا السياق، حذر من تأثير الحرب المعرفية على الشعب الإيراني، مشيرًا إلى أن هذه الأساليب يمكن أن تؤدي إلى تغيير جذري في نظرة الناس للواقع السياسي والاجتماعي.
التطورات العسكرية والتهديدات المستقبلية:
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس بالنسبة لإيران، حيث تواجه تحديات كبيرة على جبهات متعددة.
ففي الخامس من آبان، استهدفت إسرائيل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية في هجوم واسع النطاق، مما أدى إلى تدمير راداراتها والمعدات المضادة للطائرات.
وقد ترك هذا الهجوم إيران في وضع ضعيف، حيث باتت تواجه صعوبة في مواجهة أي هجمات جوية مستقبلية.
التداعيات الإقليمية والدولية:
تعاني إيران أيضًا من تداعيات الهزائم التي تعرضت لها قواتها المدعومة في غزة ولبنان وسوريا.
وقد اعتبر القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، التطورات في سوريا بمثابة “درس مرير”، مستحضرًا الدروس المستفادة من الحرب الإيرانية العراقية.
وفي الوقت نفسه، تعتبر إسرائيل هذه التطورات فرصة لاتخاذ “الإجراء اللازم” للحد من طموحات إيران النووية، في ظل التوترات المستمرة بين البلدين.
التحركات الأمريكية والعقوبات الدولية:
وفي ظل هذه الظروف، أثار الرئيس المنتخب الأمريكي، دونالد ترامب، إمكانية اتخاذ إجراءات عسكرية ضد إيران في المستقبل القريب، معتبرًا أن “كل شيء ممكن”.
على الرغم من ذلك، استمر الرئيس الحالي، جو بايدن، في دعم الحلول الدبلوماسية مع إيران، مما يعكس الانقسام في السياسة الأمريكية تجاه إيران.
وفي هذا الإطار، تعد العقوبات الدولية، وخاصة من الأمم المتحدة، جزءًا من الضغوط المستمرة على طهران لمنعها من الحصول على أسلحة نووية.
تشير تصريحات نائب منسق الجيش الإيراني حبيب الله سياري إلى مرحلة دقيقة في التاريخ العسكري الإيراني، حيث تتزايد التحديات من جراء التغيرات السريعة في تكنولوجيا الحرب والحروب المعرفية.
تواجه إيران صعوبة في مواكبة التطورات العسكرية المتقدمة، ما يجعلها في موقف دفاعي على الصعيدين الإقليمي والدولي. ومع تصاعد التوترات مع إسرائيل والغرب، يبدو أن إيران أمام تحديات استراتيجية وعسكرية كبيرة قد تحدد مصيرها في السنوات القادمة.