توقف العمل في أكبر مصفاة للنفط في سوريا
توقف العمل في أكبر مصفاة للنفط في سوريا، وهي مصفاة بانياس، بعد انقطاع شحنات النفط الخام من إيران نتيجة للأحداث السياسية التي شهدتها البلاد منذ سقوط بشار الأسد. ووفقًا لتصريحات إبراهيم مسلم، الرئيس التنفيذي لمصفاة بانياس، فقد أوقفت المصفاة عمليات التكرير بعد أن كانت آخر عملية تكرير قد تمت في يوم الجمعة السابق، حيث لم يعد هناك أي نفط خام متاح لتكريره.
توقف الإنتاج في مصفاة بانياس
مصفاة بانياس، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية ما بين 90 ألف إلى 100 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، كانت تعتمد بشكل رئيسي على الإمدادات الإيرانية لتشغيل عمليات التكرير. ومع توقف وصول النفط الإيراني، توقفت المصفاة عن العمل، مما أدى إلى تعطل عملية تكرير النفط في سوريا بشكل كبير.
وأشار مسلم إلى أن آخر شحنة نفط إيرانية وصلت إلى سوريا كانت في نوفمبر 2024، ولم يتم تسليم أي شحنات أخرى منذ ذلك الوقت. وفي المجمل، سلمت إيران 56 ألف برميل من النفط الخام إلى سوريا في الفترة من يناير وحتى نهاية نوفمبر من هذا العام، في حين كانت الكميات المستوردة أكبر في السنوات السابقة.
الكميات والرسوم الإيرانية
تظهر الإحصائيات التي أوردتها شركة “كيبلر” للمعلومات المتعلقة بالسلع الأساسية أن إيران قد سلمت حوالي 128 مليون برميل من النفط الخام إلى سوريا خلال السنوات الخمس الماضية. وتبلغ قيمة هذه الكميات نحو 10.5 مليار دولار، بناءً على أسعار النفط العالمية في نفس السنوات. ومن اللافت أن حجم النفط الذي تم تسليمه في العقد الماضي كان أكبر مقارنة بالفترة الأخيرة.
التوقعات المستقبلية لتجديد المصفاة
أبلغ مسؤولون في الحكومة المؤقتة التي ترأسها محمد البشير أن هناك توقعات برفع العقوبات المفروضة على سوريا في المستقبل القريب، ما سيسمح للبلاد بشراء الأجزاء اللازمة لتجديد مصفاة بانياس واستيراد النفط الخام غير الإيراني.
وقال مسلم إن عمليات الصيانة جارية في المصفاة، إلا أن استئناف استيراد النفط الخام يعد أمرًا حيويًا لضمان استمرار العمل في المصافي السورية.
إمدادات الوقود في سوريا
في الآونة الأخيرة، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن ضرورة وضع إمدادات الوقود في سوريا على رأس الأولويات، نظرًا للأزمة الحالية التي تعاني منها البلاد بسبب نقص الوقود. كما بدأت تركيا مؤخرًا بتوصيل الكهرباء إلى مدينة حلب في خطوة تهدف إلى مواجهة أزمة انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة.
التحولات السياسية في سوريا
فيما يتعلق بالتحولات السياسية في سوريا، فقد كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة قد أدرجت هيئة تحرير الشام، التي أطاحت مؤخرًا بحكومة بشار الأسد وشكلت حكومة مؤقتة، على قائمة الجماعات الإرهابية. ومع ذلك، يبدو أن هناك تباينًا في وجهات النظر بين الغرب وبعض المسؤولين حول ضرورة إعادة النظر في تصنيف هذه الجماعة، في ظل محاولاتها تشكيل حكومة شاملة.
احتياطيات الوقود
رغم توقف عمليات تكرير النفط في سوريا، أكد مسلم أن هناك “كمية لا بأس بها” من احتياطيات الوقود في البلاد. ومع ذلك، أشار إلى أن البلاد بحاجة ماسة إلى استئناف استيراد النفط الخام في أقرب وقت ممكن للحفاظ على عمل المصافي وتلبية احتياجات السوق المحلي.
التحديات المستقبلية لقطاع النفط في سوريا
يواجه قطاع النفط في سوريا تحديات كبيرة بعد توقف شحنات النفط الخام الإيراني، مما أثر بشكل مباشر على مصفاة بانياس الحيوية.
مع استمرار الصراع السياسي والإقليمي في المنطقة، يتعين على الحكومة السورية المؤقتة البحث عن حلول بديلة لتأمين إمدادات النفط الخام واستئناف عمليات التكرير في المصافي، إلى جانب التفاوض بشأن رفع العقوبات لتمكين البلاد من استيراد النفط من مصادر متنوعة.