انتقدت ماري لولور، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، “حملة الترهيب” التي تتعرض لها الصحفية والمدافعة عن حقوق الإنسان رشا عزب في مصر، مطالبة السلطات المصرية بضمان سلامتها وإنهاء هذه الممارسات.
وقالت لولور عبر منصة “إكس” إن الصحفية رشا عزب تواجه المراقبة والتهديد من قبل عملاء أمنيين في أعقاب مشاركتها في احتجاجات سلمية ضد حرب غزة.
ماري لولور أكدت أنه يجب على السلطات المصرية وقف هذا الترهيب وضمان سلامة الصحفية التي تعرضت لممارسات قمعية في ظل نشاطها الحقوقي.
وكانت رشا عزب قد دخلت في اعتصام مفتوح بمقر نقابة الصحفيين في القاهرة منذ بداية الأسبوع الماضي، احتجاجا على ما وصفته مماراسات وزارة الداخلية.
وأوضحت عزب، عبر حسابها على “إكس”، أن الأجهزة الأمنية تنشط في تدمير حياة المعارضين والنشطاء بشكل ممنهج، مشيرة إلى تعرضها للملاحقة في شوارع القاهرة وسرقة سيارتها في حي الزمالك.
وفي نفس السياق، طالبت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية بإنهاء حملة الترهيب ضد رشا عزب بشكل فوري، داعية النائب العام للتحقيق في شكواها.
وأوضحت المنظمة أن رشا تعرضت للتهديدات والمضايقات المتكررة منذ بداية النزاع في غزة في أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن هذه المضايقات شملت تتبعها من قبل مجهولين، بالإضافة إلى تلقي تحذيرات عبر وسطاء من الأجهزة الأمنية بشأن اعتقالها المحتمل.
وأكد محمود شلبي، الباحث في منظمة العفو الدولية، أن الممارسات التي تتعرض لها رشا عزب تعكس انتهاكا لحقوق الإنسان، مشددا على أن المراقبة والتهديد بالاعتقال بسبب نشاط سلمي تشكل رسالة مقلقة للنشطاء في مصر حول عواقب التعبير العلني عن المعارضة.
جاء اعتصام رشا عزب داخل نقابة الصحفيين بعد استنفادها لجميع السبل القانونية للحصول على حقوقها، إذ تقدمت ببلاغ ضد سرقة سيارتها ولكن مسؤولي قسم شرطة قصر النيل رفضوا إطلاعها على كاميرات المراقبة أو إخبارها بمصير التحقيقات.
كما تقدمت نقابة الصحفيين ببلاغ للنائب العام للمطالبة بحمايتها بعد تعرضها للملاحقة في منطقة الظاهر.
وإضافة إلى ذلك، أفادت عزب بأنها تعرضت لرفض من بنك الإسكان والتعمير لمنحها قرض تمويل عقاري، حيث أبلغها المسؤولون هناك بأن الرفض جاء بناء على “تعليمات”، كما تم حجب مستحقاتها المالية من أعمالها الصحفية بشكل غير قانوني.
مشاركة رشا عزب في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين كان لها تأثير كبير على تصاعد المضايقات ضدها، حيث شاركت في العديد من المظاهرات التي طالبت الحكومة المصرية بفتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية إلى غزة، بالإضافة إلى احتجاجات ضد السفن الإسرائيلية في قناة السويس.
وفي سياق متصل، كانت رشا عزب قد حوكمت في أبريل 2022 بتهم “السب والقذف” بسبب تغريدات تضامنية مع ضحايا العنف الجنسي، إلا أن المحكمة برأتها من التهم وأسقطت الدعوى.