أعلنت ثلاثة فصائل فلسطينية، هي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن توصلها إلى اتفاق محتمل مع إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك عقب اجتماع عقدته في العاصمة المصرية القاهرة يوم الجمعة الماضي.
وحسب البيان الصادر عن حركة حماس، أكدت الفصائل الثلاثة أن فرص الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى، شريطة أن توقف إسرائيل وضع الشروط الجديدة التي قد تعرقل التوصل إلى الاتفاق. وأضاف البيان أن الفصائل أكدت “حرص الجميع على وقف الحرب على شعبنا”، مشيرا إلى أن التوصل لاتفاق يبقى مرهونا بمدى تجاوب الجانب الإسرائيلي مع مطالب الفصائل الفلسطينية.
وكانت المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل قد استمرت الأسبوع الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، حيث جرت بوساطة مصرية وقطرية. وحسب تصريحات أحد قياديي حماس، فإن المباحثات قطعت شوطا كبيرا وأن الاتفاق أصبح قريبا، مشيرا إلى أنه تم التوصل إلى توافقات كبيرة في ما يتعلق بقضايا وقف النار وتبادل الأسرى. وأوضح أن النقاط العالقة المتبقية لا تعيق الوصول إلى الاتفاق.
وفي حال تم الإعلان عن الاتفاق وتنفيذه، من المتوقع أن يتضمن عدة مراحل مهمة، منها: وقف الحرب بشكل تدريجي، انسحاب القوات العسكرية الإسرائيلية من القطاع بشكل تدريجي، وضمان صفقة تبادل أسرى، بالإضافة إلى وقف دائم للأعمال القتالية وضمانات من الوسطاء الدوليين. كما سيكون من ضمن بنود الاتفاق عودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم، وتوفير الدعم اللازم لإعادة الإعمار.
على صعيد آخر، تم بحث التطورات المتعلقة بلجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، حيث أشادت الفصائل الفلسطينية بالجهود المصرية في تشكيل هذه اللجنة التي ينتظر الإعلان عنها قريبا. واتفقت الفصائل الثلاثة على الاجتماع مجددا لاستكمال وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل اللجنة، التي تضم شخصيات متخصصة وكفاءات مستقلة.
وفي سياق متصل، كانت حركة حماس وفتح قد اتفقتا في وقت سابق على تشكيل لجنة إسناد مجتمعي تتكون من عشرة إلى خمسة عشر عضوا، إلا أن بعض قادة حركة فتح، مثل عضو اللجنة المركزية جبريل الرجوب، أبدوا اعتراضاتهم على تشكيل هذه اللجنة.
هذه التطورات تأتي في وقت حساس للغاية في ظل استمرار الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، ما يجعل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خطوة مهمة نحو تخفيف المعاناة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.