تفاصيل حادث دهس في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغدبورغ الألمانية
كشفت وسائل إعلام ألمانية عن هوية منفذ حادث دهس على سوق عيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ الألمانية، والذي أسفر عن مقتل 11 شخصًا وإصابة نحو 200 آخرين. المهاجم هو طالب العبدالمحسن، يبلغ من العمر 50 عامًا، متخصص في الطب النفسي والعلاج النفسي، وهو شيعي من المملكة العربية السعودية.
وتشير التفاصيل إلى أن طالب العبدالمحسن لم يكن معروفًا لدى الشرطة، وكان مؤيدًا للحزب المتطرف “حزب البديل اليميني لألمانيا”. وقد قدم نفسه على أنه “معارض للإسلام ومسلم سابق”.
فيما يتعلق بمؤهلاته وحياته المهنية، فقد عمل العبدالمحسن كطبيب نفسي في قسم العلاج النفسي في ولاية ساكسونيا-أنهالت. كما حصل على حق اللجوء في ألمانيا في عام 2016، ما مكنه من الحصول على تصريح إقامة دائمة. وكان قد جاء إلى ألمانيا خوفًا من الاضطهاد في بلاده باعتباره منتقدًا للإسلام وكافرًا، حيث وصف نفسه في مقابلة سابقة بأنه “أكثر منتقدي الإسلام عدوانية في التاريخ”.
في ملفه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك حسابه على “إكس” (Twitter سابقًا)، أشار العبدالمحسن إلى معارضته الشديدة لما وصفه بـ “أسلمة أوروبا”، واعتبر الحكومة الألمانية “مجرمة”. كما حمل المواطنين الألمان مسؤولية الاضطهاد الذي يشعر به في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، كتب عن ما وصفه بـ “مطاردة ألمانيا لطالبات اللجوء السعوديات”، وعبر عن آرائه المعادية للحكومة الألمانية.
تظهر التحقيقات الأولية أن العبدالمحسن لم يكن معروفًا لدى الشرطة، وأنه تصرف بمفرده في الهجوم. الشرطة لم تجد حتى الآن أي دليل على وجود شريك له في الحادث، وتشير بعض التقارير إلى احتمال تأثير المخدرات على تصرفاته خلال الحادث. كما أفادت تقارير أخرى بأن التحقيقات لا تزال جارية، حيث تم تفتيش منزله للبحث عن مزيد من الأدلة حول دوافعه.
الهجوم وقع مساء الجمعة في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغدبورغ، التي تقع على بعد ساعتين غرب برلين. وقد تسببت الحادثة في مقتل خمسة أشخاص في البداية، فيما ارتفع عدد الضحايا لاحقًا إلى 11 شخصًا، وأصيب نحو 200 آخرين. وذكرت تقارير صحفية أن المهاجم كان قد نشر مقاطع فيديو على حسابه في “إكس” بعد الهجوم، حيث وصف الحكومة الألمانية بالفساد وطالب بتحمل المسؤولية عن الاضطهاد الذي يعيشه.
في ردود الفعل على الهجوم، وصف المستشار الألماني أولاف شولتز الهجوم بـ “الجريمة الفظيعة”، وقدم تعازيه لضحايا الهجوم وعائلاتهم. من جانبها، أكدت الشرطة المحلية أن هناك لا يوجد أي تهديد آخر للمدينة بعد الحادث.
تظهر هذه الحادثة معاناة بعض اللاجئين والمهاجرين الذين قد يشعرون بالتهميش أو الاضطهاد في مجتمعاتهم الجديدة، الأمر الذي يثير تساؤلات حول كيفية معالجة قضايا الاندماج والاعتراف بالجميع في المجتمع الألماني.