كشف مصدر قضائي عن تسلم السلطات اللبنانية مذكرة توقيف دولية من الإنتربول الأمريكي بحق اللواء جميل حسن، المدير السابق للمخابرات الجوية السورية.
النائب العام التمييزي اللبناني القاضي جمال الحجار تلقى المذكرة يوم الخميس الماضي، وأصدر تعليماته لتعميمها على جميع الأجهزة الأمنية والمرافق المختصة.
اللواء جميل حسن، المولود في حمص عام 1952، كان ضابطا في القوات المسلحة السورية، حيث التحق بالكلية الحربية في عام 1972 وتخرج منها برتبة ملازم جوي في عام 1976.
وقد اشتهر بدوره في الحملة العسكرية التي شنها نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد على مدينة حماة في عام 1982، حيث كانت القوات التي شارك فيها اللواء حسن مسؤولة عن ارتكاب مجزرة راح ضحيتها آلاف المدنيين، تراوحت التقديرات حول عدد القتلى بين 15 ألفا و50 ألفا.
وكان اللواء حسن من بين الضباط الذين نالوا مكافآت من حافظ الأسد على تنفيذ الأوامر العسكرية بوحشية في حماة.
ومنذ عام 2009، تولى اللواء جميل حسن قيادة إدارة المخابرات الجوية السورية، خلفا للواء عبد الفتاح قدسية، حيث أصبح له نفوذ كبير في الأجهزة الأمنية السورية.
في ظل قيادته، كانت المخابرات الجوية واحدة من المؤسسات الأمنية الأكثر تأثيرا، حيث شملت مهامها قمع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار الأسد، واعتقال الناشطين وتعذيبهم.
ومع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، برز اسم اللواء جميل حسن بسبب مشاركته الفعالة في قمع الاحتجاجات التي انتشرت في معظم المحافظات السورية.
كانت الاستخبارات الجوية تحت قيادته هي القوة الرئيسية التي استخدمها النظام في تنفيذ عمليات الاعتقال والقتل والتعذيب ضد المتظاهرين والمعارضين السياسيين، ما جعلها أحد أكثر الأذرع الأمنية الملطخة بالدماء في سورية.
يشار إلى أن العديد من ضباط إدارة المخابرات الجوية السورية، بما فيهم اللواء جميل حسن، خضعوا لعقوبات دولية بسبب تورطهم في انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك أعمال القتل والتعذيب.
ويأتي تسلم مذكرة التوقيف في وقت حساس بالنسبة للسلطات اللبنانية، حيث تترقب الأوساط الدولية ما ستؤول إليه هذه الخطوة في ضوء العلاقات بين لبنان وسوريا والضغط الدولي على النظام السوري.