تصريحات ترامب المثيرة للجدل حول السياسات الداخلية والخارجية
أطلق الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، اليوم الأحد، سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل التي تكشف عن تباين حاد في السياسات الداخلية والخارجية التي ينوي تطبيقها عند توليه السلطة مقارنة بسياسات الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن.
السياسة الخارجية
في مجال السياسة الخارجية، أعلن ترامب أنه سيوقف ما وصفه بـ “الفوضى” في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا وتجنب اندلاع الحرب العالمية الثالثة. ورغم التصريحات القوية، لم يقدم ترامب تفاصيل حول كيفية تنفيذ هذه الخطط. كما عاد ترامب إلى تذكير تصريحاته السابقة، مؤكدا أن ما وصفه “بأحداث 7 أكتوبر” (عملية طوفان الأقصى) وحرب روسيا وأوكرانيا لم تكن لتحدث لو كان رئيسًا للولايات المتحدة، في إشارة إلى الأحداث الدموية التي أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 153 ألف فلسطيني منذ اندلاع الهجمات الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر، بدعم كامل من الولايات المتحدة.
وفي تصريحات أخرى، هدد ترامب بالتصعيد في حال لم يتم إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة قبل تنصيبه في 20 يناير المقبل، قائلا إنه سيكون هناك “جحيم في الشرق الأوسط”، محذرا المسؤولين من تلقي “ضربات أشد من أي ضربات تلقاها شخص في تاريخ الولايات المتحدة”.
كما ذكر ترامب أن أحد أولوياته عند توليه منصب الرئاسة سيكون وقف “التدخلات العسكرية الخارجية التي دخلتها الولايات المتحدة بشكل سخيف”، مشيرا إلى أنه سيعمل على تقليص مشاركة بلاده في الحروب الخارجية. في هذا السياق، تحدث عن خطط لتطوير منظومة دفاعية مشابهة لقبة حديدية لحماية السماء الأمريكية، ولكن دون تحديد الجهات التي قد تشكل تهديدًا.
قناة بنما
وفيما يخص قناة بنما، أعاد ترامب تأكيد موقفه الرافض للرسوم العالية التي تفرضها القناة على السفن الأمريكية، مطالبًا بإعادة السيطرة الكاملة على قناة بنما للولايات المتحدة، معتبرا أن البلاد تتعرض لسرقة في هذا السياق وأن تأمين القناة يعد أمرًا بالغ الأهمية للتجارة الأمريكية.
السياسات الداخلية
أما في الشأن الداخلي، فقد أكد ترامب أنه سيبدأ عملية “أكبر ترحيل للمهاجرين” في تاريخ الولايات المتحدة فور توليه السلطة. وأضاف أنه قد أبلغ المسؤولين المكسيكيين أن ما يحدث على حدودهم غير مقبول، في إشارة إلى تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة.
التعيينات الحكومية
وعلى صعيد التعيينات الحكومية، ذكر ترامب أنه سيجري تغييرات كبيرة في واشنطن بدعم من الأغلبية الجمهورية في الكونغرس. وكان قد أعلن الشهر الماضي عن اختياراته لأعلى 20 منصبًا في حكومته، حيث اختار مجموعة من المسؤولين التقليديين وغير التقليديين، معتمدًا على دعم الحركة الشعبوية “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” (MAGА) التي قادها في حملته الانتخابية.
التوجه الاستراتيجي لترامب
من الواضح أن تصريحات ترامب تعكس توجها استراتيجيًا مختلفًا عن إدارة بايدن، حيث يسعى إلى تطبيق سياسات أكثر تشددًا في مجالات الأمن القومي والهجرة، مع تركيز على تقليص التدخلات الخارجية والاهتمام بالقضايا الداخلية التي تهم الناخبين الأمريكيين.