كارثة إنسانية في ولاية النيل الأبيض بالسودان بسبب الفيضانات
تشهد ولاية النيل الأبيض في السودان كارثة إنسانية متصاعدة بسبب الفيضانات الجارفة التي اجتاحت المنطقة، وذلك بعد إغلاق مليشيا الدعم السريع لبوابات خزان جبل أولياء، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في النيل الأبيض بشكل كبير، وهو ما يهدد 140 مشروعًا زراعيًا في المنطقة.
الأوضاع الإنسانية الكارثية
تسببت الفيضانات في نزوح آلاف المواطنين من منازلهم التي غمرتها المياه في الجزيرة أبا، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة. أفاد شهود عيان لموقع “المنشر الإخباري” بأنهم سمعوا أصوات انهيار العديد من المنازل، وذكروا أن مئات الأسر قد تم تشريدها، بينما تزداد الأمور تعقيدًا مع تزايد تدفق المياه نحو المدن والقرى القريبة، بما في ذلك مدينة كوستي.
تهديد المشاريع الزراعية
تشير التقارير إلى أن نحو 140 مشروعًا زراعيًا في النيل الأبيض مهددة بالغرق بسبب تدفق المياه بشكل غير مسبوق. وأكد “إبراهيم”، أحد سكان المنطقة لـ”المنشر الإخباري”، أن هذه المشاريع، التي يعتمد عليها سكان المنطقة في تأمين قوتهم، باتت مهددة بشكل كبير، مما يهدد الأمن الغذائي للمواطنين في ولاية النيل الأبيض.
وتسهم الفيضانات الحالية في زيادة الضغط على الحكومة والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم العاجل للمتضررين، حيث لا يمكن للفيضانات أن يتم التحكم بها إلا من خلال فتح بوابات خزان جبل أولياء. وحذر الخبراء من أن الفيضانات التي تضرب النيل الأبيض تقدر بثلاثة أضعاف كمية المياه المعتادة في النهر، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا.
النداءات لفتح بوابات خزان جبل أولياء
من جانب آخر، يطالب السكان المحليون والمسؤولون بضرورة فتح بوابات خزان جبل أولياء لمواجهة الفيضانات. وأكد “منتصر”، أحد سكان الجزيرة أبا، أن المياه غمرت القرى بشكل كامل وأجبرت الآلاف على النزوح نحو مناطق أكثر أمانًا. وأضاف أنه لا يمكن احتواء الفيضانات إلا بتمرير المياه عبر الخزان، وهو ما سيساعد في تخفيف الضغط على المنطقة الزراعية.
في ذات السياق، ناشد “وجدي” بتسريع جهود فتح بوابات خزان جبل أولياء، مؤكدًا أن قوات الدعم السريع، التي تسيطر على مدينة القطينة الواقعة على بعد 150 كيلومترًا غرب العاصمة الخرطوم، تواصل إغلاق الطرق أمام فرق وزارة الري والمياه، مما يعوق حركة الموظفين المعنيين بمراقبة النيل واتخاذ التدابير الوقائية.
التحديات أمام فرق الإنقاذ
تحولت الأزمة إلى تحدي كبير على المستوى اللوجستي، حيث تعيق سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق شاطئ النيل الأبيض مرور فرق الإنقاذ المختصة من وزارة الري، مما يعرقل عملية مراقبة مستويات المياه واتخاذ الإجراءات السريعة لدرء المخاطر عن المنطقة.
الدعوات الإنسانية للغوث العاجل
وفي ظل الأوضاع المتدهورة، يطالب المواطنون والمتطوعون الحكومة السودانية والمنظمات الإنسانية بتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين. كما يحثون على التدخل السريع من قبل السلطات المحلية والإقليمية لضمان وصول الدعم إلى المناطق المتضررة بشكل فوري، وتوفير احتياجات النازحين من مأوى وغذاء ودواء.
وقال ناشطون إن الوضع قد يزداد سوءًا إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لفتح بوابات الخزان، وتخفيف الضغط على النيل الأبيض.
وحذر خبراء من أن استمرار إغلاق البوابات قد يؤدي إلى انهيار السد، مما سيكون له عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها.