قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، الثلاثاء، إن إيران تجري محادثات دبلوماسية لفتح سفارتها في دمشق بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وأضافت أن بلادها تسعى لضمان استقرار الوضع الأمني والسياسي في سوريا قبل اتخاذ خطوة فتح السفارة الإيرانية في دمشق.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قد ذكر الأسبوع الماضي أن إعادة فتح السفارة الإيرانية في دمشق مشروطة بتوفير ضمانات لأمن الدبلوماسيين الإيرانيين. وأوضح بقائي أن “إيران ستبادر إلى إعادة فتح سفارتها في سوريا إذا توفرت الظروف المطلوبة أمنيا وسياسيا”.
في الوقت نفسه، قال بقائي يوم الاثنين إنه لا يوجد تواصل مباشر بين إيران والفصائل السورية المسلحة التي أطاحت بنظام الأسد في وقت سابق من الشهر الجاري. هذا يتناقض مع تصريحات سابقة لمسؤول إيراني كبير قال لوكالة “رويترز” إن طهران فتحت قناة تواصل مباشرة مع فصائل المعارضة بعد الإطاحة بالأسد، بهدف “منع مسار عدائي بين البلدين”. وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته أن هذا التواصل يعتبر “مفتاحا لاستقرار العلاقات وتجنب مزيد من التوترات الإقليمية”.
يأتي ذلك بعد أن شنت فصائل المعارضة المسلحة هجوما واسعا على العاصمة دمشق في وقت سابق من الشهر الجاري، مما أدى إلى الإطاحة بنظام الأسد. هذه التطورات شكلت ضربة كبيرة لنفوذ إيران في المنطقة، حيث كانت العلاقة مع الأسد حجر الزاوية لتحالفاتها الإقليمية، خاصة في دعم جماعة حزب الله اللبنانية.
من جهة أخرى، اتهم قائد الحرس الثوري الإيراني “القوى الأجنبية” بالسعي إلى تقسيم سوريا، واعتبر أن الإطاحة بنظام الأسد تمثل “درسا مريرا وصعبا يجب التعلم منه”. في حين رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالإطاحة بالأسد واعتبرها “يوما تاريخيا”، مشيرا إلى أنها جاءت بعد ضربات إسرائيلية استهدفت إيران وحزب الله.
ورغم المخاوف الإيرانية من تزايد عدم الاستقرار في المنطقة، يعتبر البعض أن سقوط الأسد يشكل فرصة للقوى الغربية لتعزيز نفوذها في المنطقة بعد تراجع الهيمنة الإيرانية والروسية في سوريا.