استدعت وزارة خارجية حركة طالبان القائم بأعمال السفارة الباكستانية في كابول وقدمت له خطاب احتجاج رسمي، ردا على الغارات الجوية التي نفذها الجيش الباكستاني على مناطق في منطقة بارمال بولاية باكتيكا.
وأعلنت وزارة الخارجية التابعة لحركة طالبان أن هذه الغارات تمثل انتهاكا للسيادة الأفغانية، محذرة من أن مثل هذه التصرفات غير المسؤولة سيكون لها “عواقب بالتأكيد”.
تفاصيل الهجوم
وفقا للبيان الذي نشره ضياء أحمد تكال، نائب المتحدث باسم وزارة خارجية طالبان، فإن القائم بأعمال السفارة الباكستانية تم استدعاؤه في وقت كان ممثل الحكومة المدنية الباكستانية يتحدث مع مسؤولي طالبان في كابول.
وتم إبلاغه بأن الهجمات الجوية التي استهدفت مناطق في ولاية باكتيكا، والتي أسفرت عن مقتل 46 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، تمثل محاولة لخلق عدم الثقة بين البلدين.
وأوضحت وزارة خارجية طالبان أن هذه الهجمات تأتي في إطار “غزو” لأراضي أفغانستان، مؤكدة أن الحركة “لا تقبل انتهاك خصوصية البلاد تحت أي ظرف من الظروف” وأنها “مستعدة للدفاع عن استقلالها وخصوصيتها”.
كما أضافت الوزارة أن “حماية الأمن القومي لأفغانستان هو الخط الأحمر لإمارة أفغانستان الإسلامية”.
تداعيات الهجوم الباكستاني
وأشار نائب المتحدث باسم حركة طالبان، حمد الله فترات، إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 46 شخصا وإصابة ستة آخرين، مشيرا إلى أن الغارات استهدفت أربعة مناطق في مديرية بارمال.
وتحدث فترات عن أن معظم الضحايا من الأطفال والنساء. وأكدت وزارة دفاع حركة طالبان أن هذه الهجمات استهدفت بشكل رئيسي المهاجرين في منطقة وزيرستان.
كما أفادت بعض المصادر بأن الهجمات كانت تستهدف مخابئ لحركة طالبان باكستان، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية على الحدود بين البلدين. رغم ذلك، لم يصدر الجيش الباكستاني تعليق رسمي حتى الآن بشأن هذه الهجمات.
تجدر الإشارة إلى أن الهجوم وقع بينما كان محمد صادق، الممثل الخاص لباكستان في أفغانستان، في كابول، حيث كان يجري محادثات مع مسؤولي حركة طالبان. وهذا التوقيت يعكس تزايد التوترات بين البلدين في ظل الاتهامات المتبادلة حول الانتهاكات الأمنية.