اندلعت اختلافات بين الموساد والجيش الإسرائيلي بشأن الهجمات ضد الحوثيين أو إيران في ظل تصاعد الهجمات من اليمن على تل أبيب.
ذكرت صحيفة “هآرتس” والقناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية أن ديفيد بارنيا، رئيس وكالة المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، مارس ضغوطا على حكومة بنيامين نتنياهو للتركيز على مهاجمة إيران بشكل مباشر بدلا من الاستمرار في الهجمات على الحوثيين في اليمن.
ويعكس هذا الموقف تناقضا مع وجهة نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك وزير الدفاع يسرائيل كاتس، اللذين يفضلان مواصلة الهجمات ضد الحوثيين.
وبحسب التقرير، الذي نقلته صحيفة “هآرتس” عن مصدر مطلع على المناقشات، تركزت النقاشات حول عدم نجاح الجولات الثلاث السابقة من الهجمات الإسرائيلية ضد الحوثيين في اليمن.
في هذا السياق، يرى بارنيا أن الاستراتيجية الأكثر فاعلية هي استهداف إيران مباشرة، باعتبارها الداعم الرئيس للحوثيين من خلال التمويل والتسليح. وأوضح أن الهجمات على الحوثيين، رغم كونها ضرورية، قد لا تكون كافية لوقف تهديداتهم بشكل نهائي.
وفي المقابل، أصر نتنياهو وكاتس على ضرورة الاستمرار في الهجمات المباشرة ضد الحوثيين، مشددين على ضرورة استهداف قادة الجماعة المدعومة من الحكومة الإيرانية. وقد أعلن المسؤولون الإسرائيليون مؤخرا عن خطط لتوسيع الهجمات ضد الحوثيين.
في تصريحات نقلتها قناة 13 الإسرائيلية، قال بارنيا: “يجب علينا مواجهة إيران مباشرة. إذا هاجمنا الحوثيين فقط، فإننا قد لا نتمكن من إيقافهم بشكل كامل”.
إلا أن نتنياهو لم يتفق مع تقييم بارنيا، حيث يرى أن التعامل مع إيران قضية منفصلة، سيتم التعامل معها في الوقت المناسب.
من جهة أخرى، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، في كلمة له خلال حفل تخريج طياري سلاح الجو الإسرائيلي، على ضرورة أن يفهم الشرق الأوسط كله، بما في ذلك إيران ووكلائها، أن الجيش الإسرائيلي “سيقف في وجه أي تهديد” للأمن الإسرائيلي “بحزم، ومستعد للهجوم في أي وقت وأي مكان”.
هجمات الحوثيين على إسرائيل
في الأيام العشرة الماضية، شنت جماعة الحوثي عدة هجمات ضد إسرائيل باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، مما زاد من التوترات في المنطقة.
وأعلنت جماعة الحوثي أن هذه الهجمات تأتي في إطار حملة دعم لحركة حماس. منذ هجمات حماس على إسرائيل في 15 أكتوبر 2023، شن الحوثيون هجمات على إسرائيل وعلى السفن التجارية في البحر الأحمر.
وقد أدانت العديد من الدول هذه الهجمات، مما دفع إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى تنفيذ عمليات عسكرية ضد الحوثيين.
الاختلافات بين الموساد والجيش الإسرائيلي
بحسب تقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست”، تبرز الفروق بين توجهات الموساد والجيش الإسرائيلي تجاه التعامل مع إيران.
في حين أن الموساد، تحت قيادة بارنيا، يميل إلى تبني سياسة أكثر تطرفا، ويؤكد على ضرورة شن هجمات قوية ضد إيران، فإن الجيش الإسرائيلي يتبنى نهجا أكثر حذرا بسبب العواقب الوخيمة المحتملة لأي تصعيد مع إيران.
ويأخذ الجيش في اعتباره تداعيات الهجوم على إسرائيل، مثل تلك الهجمات التي لم تنجح في تدمير صواريخ الحوثيين في وقت سابق من الشهر الحالي.
وبينما يتبنى الموساد استراتيجيات تهدف إلى إضعاف تهديدات إيران على المدى الطويل، سواء عبر برنامجها النووي أو أنشطتها العسكرية في مناطق مختلفة، يركز الجيش الإسرائيلي على حماية الجبهة الداخلية ومنع الهجمات المتوقعة من إيران أو وكلائها في المنطقة.
تظل التوترات بين الموساد والجيش الإسرائيلي حول استراتيجية التعامل مع الحوثيين وإيران واضحة، حيث يظهر الموساد تأكيدا على ضرورة التركيز على إيران بشكل مباشر، بينما يفضل الجيش الإسرائيلي اتباع نهج أكثر تحفظا، مع التأكيد على الحفاظ على الاستقرار الأمني في إسرائيل.
في الوقت نفسه، تتواصل الهجمات الحوثية ضد إسرائيل، مما يعزز الضغط على الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ خطوات حاسمة ضد تهديدات إيران ووكلائها في المنطقة.