قالت أربعة مصادر في جمهورية أذربيجان لوكالة رويترز إن الطائرة الأذربيجانية التي تحطمت في كازاخستان يوم الأربعاء قد أسقطها نظام الدفاع الجوي الروسي.
الطائرة من طراز إمبراير كانت قد انطلقت من العاصمة الأذربيجانية باكو في طريقها إلى كازاخستان، لكنها تحطمت بالقرب من مدينة أكتاو في كازاخستان، مما أسفر عن مقتل 38 شخصا من بينهم ركاب وأفراد الطاقم.
وأكدت المصادر أن الحادث وقع بعد تغيير مسار الطائرة فوق منطقة في روسيا حيث استخدمت موسكو أنظمة الدفاع الجوي لمواجهة هجمات الطائرات بدون طيار التي تشنها أوكرانيا في الأشهر الأخيرة.
وقالت المصادر إن طائرة الرحلة رقم 8432 تعرضت لإطلاق صاروخ أرض جو روسي أثناء وجودها في سماء منطقة غروزني، وأن الصاروخ أصاب الطائرة في منتصف الرحلة مما أدى إلى انفجار جانب من الطائرة وإصابة الركاب وطاقمها.
كما أكد مسؤولون حكوميون في أذربيجان لقناة يورونيوز أن الطائرة الأذربيجانية تحطمت نتيجة إطلاق صاروخ من نظام الدفاع الروسي.
في الوقت ذاته، أعلنت وكالة رويترز أن المدعي العام الكازاخي، أبيليبك أورداباييف، صرح يوم الخميس بأن التحقيقات الكازاخية لم تتوصل بعد إلى أي استنتاج بشأن سبب تحطم الطائرة أو ما إذا كانت قد أسقطت من قبل الدفاع الجوي الروسي.
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، يوم الخميس إنه من المبكر التكهن حول سبب الحادث قبل إعلان نتائج التحقيق الرسمي.
وفيما يتعلق بموقف الحكومة الروسية، أرسل الرئيس فلاديمير بوتين رسالة تعزية إلى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، معربا عن تعاطفه مع الحادث، لكنه لم يذكر احتمال أن تكون الطائرة قد أسقطت بصاروخ روسي.
ووفقا للمصادر الأذربيجانية، فإن الصاروخ الذي أصاب الطائرة كان قد تم إطلاقه من نظام الدفاع الجوي “بانتسير-إس”. كما أشار مسؤولون روس إلى أنه عندما مرت الطائرة عبر منطقة الشيشان، كانت قوات الدفاع الروسية تتعامل مع طائرات بدون طيار أوكرانية.
أفادت تقارير أمنية من شركات الطيران بأن الطائرة تأثرت باضطرابات رادارية بالقرب من غروزني.
كما أظهرت بيانات من خدمة تتبع الرحلات الجوية “Flytradar24” أن الطائرة تعرضت لمشاكل في التحكم في الارتفاع، فيما نشر الموقع صورا لموقع التحطم تظهر “تلفا كبيرا” في جزء من جسم الطائرة.
فيما يخص التحقيقات، فقد تم فتح تحقيقات جنائية من قبل السلطات في كازاخستان وأذربيجان وروسيا.
بينما أكدت وزارة النقل في كازاخستان أن الشركة المصنعة للطائرة، شركة إمبراير البرازيلية، ستشارك في التحقيق بالتعاون مع القوات الجوية البرازيلية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الحادث يذكر بحادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الماليزية MH17 في أوكرانيا عام 2014، التي أسقطتها صواريخ أرض جو روسية.
وإذا تأكدت المعلومات الأولية بشأن إسقاط الطائرة الأذربيجانية من قبل الدفاع الجوي الروسي، فإن هذا سيكون ثاني حادث مشابه خلال العقد الأخير.
في الختام، من المتوقع أن تكشف التحقيقات المقبلة عن المزيد من التفاصيل حول إطلاق الصاروخ، وكذلك حول رفض الطيارين طلب الهبوط الاضطراري في روسيا وأمرهم بمواصلة طريقهم إلى كازاخستان، وسط تزايد الشكوك حول الدور المحتمل لروسيا في الحادث.