كشفت مصادر لـ المنشر الاخباري، ان سلطات أرض البنط أو بونتلاند ، هي تتمتع بالاستقلال الذاتي شمال شرق الصومال، في منطقة نوغال، تستعد لشن هجوم كبير ضد تنظيم داعش الإرهابي في جبال كالميكاد الواقعة في منطقة باري بالصومال، بعد اكتشاف ثروات معدنية تقدر بأكثر من 900 مليار دولار.
ثروات باري
تأتي عملية أرض البنط أو بونتلاند في أعقاب اكتشاف معادن بأكثر 900 مليار دولار تمتد على مساحة 1000 كيلومتر مربع عبر منطقتي سناج وباري، اللتين تسيطر عليهما أرض الصومال وبونتلاند على التوالي.
وتشمل الثروة المعدنية في منطقتي سناج وباري، الذهب والليثيوم والنحاس والقصدير وغيرها من الموارد القيمة التي تعمل شركة إماراتية على التنقيب فيها.
دور الإمارات
وقد أجرت مجموعة يورو مارك العالمية، المدعومة من الإمارات العربية المتحدة المسح المعدني، والتي ورد أنها دفعت لرئيس بونتلاند سعيد عبد الله ديني، 20 مليون دولار لتأمين حقوق التنقيب.
وقد أضافت هذه الصفقة المربحة إلحاحا إلى جهود بونتلاند لتأمين الأراضي الغنية بالمعادن من سيطرة داعش.
داعش في جبال كالميكاد
وعلى الرغم من التضاريس القاسية لجبال كالميكاد ، التي لا يمكن الوصول إليها إلا سيرا على الأقدام، فقد نشرت بونتلاند عددا كبيرا من المركبات والآلات العسكرية لدعم الهجوم.
ولطالما استخدم تنظيم داعش في جبال كالميكاد كملاذ آمن، لتهريب الأسلحة من اليمن، وتعمل كمركز رئيسي لعمليات داعش في أفريقيا وخارجها.
تم حشد الآلاف من قوات الدراويش ووحدات مكافحة الإرهاب في بونتلاند، بدعم من الأسلحة المتقدمة والمركبات العسكرية، تتمركز القوات حاليا في كالميكاد ، منطقة باري، فيما يبدو أنه المرحلة النهائية من الاستعدادات.
قالت مصادر محلية إن مسلحي داعش، الذين يشار إليهم باسم “الجماعات المناهضة للسلام” من قبل مسؤولي بونتلاند، بدأوا في التخلي عن القرى في منطقة كالميكاد والتراجع إلى أرض مرتفعة.
يقدر عدد عناصر تنيظم داعش بين 1000 و1200، ويشملون نسبة كبيرة من الأجانب، ويعتقد أن معظمهم من إثيوبيا. إن وجودهم في هذه المناطق منذ ما يقرب من عقد من الزمان جعلهم يشكلون تهديدا مستمرا ليس فقط لبونتلاند ولكن أيضا للأمن الأوسع في القرن الأفريقي.
وبحسب مصادر استخباراتية، أقام تنظيم داعش قواعد عسكرية في منطقة كالميكاد الجبلية في إقليم باري، بما في ذلك مواقع رئيسية مثل موكورو، ودابانكادو، وتورسامالي، وسيدو، وكلها تقع في مواقع استراتيجية على طول وادي بالادي بالقرب من بوساسو.
كما أنشأت المجموعة شبكة من الطرق المتصلة، بما في ذلك الطرق القريبة من جارجوري، وهانتارا، وخابلي، وقرية تاسجييك، مما يعزز قدرتها على الحركة ونطاق عملياتها في المنطقة.
داعش الصومال
ظهر تنظيم داعش لأول مرة في الصومال في أواخر عام 2015 في بونتلاند عندما انشق قادة مؤيدون لداعش داخل حركة الشباب وتعهدوا بالولاء للخليفة آنذاك أبو بكر البغدادي. بقيادة عبد القادر مؤمن، وهو إيديولوجي سابق داخل حركة الشباب، أسس هؤلاء المسلحون وجودا في المنطقة الشمالية من بونتلاند.
وفي أكتوبر 2016، استولوا لفترة وجيزة على مدينة قندلة الساحلية الشمالية واحتلوها، مما لفت الانتباه الدولي. في عام 2017، تم الاعتراف بالمجموعة رسميا كمقاطعة لداعش.
ورغم نجاحات بونتلاند ضد المتطرفين في الماضي، بما في ذلك العمليات ضد الجماعات الإرهابية مثل حركة الشباب في عام 2010 وتنظيم داعش في عام 2016، فإن الخبراء يحذرون من التحديات اللوجستية والبيئية. فالتضاريس الوعرة والظروف القاسية والبنية العسكرية المجزأة تعقد الجهود الرامية إلى تفكيك شبكة داعش.
أزمة أرض الصومال
وفي الوقت نفسه، تواجه أرض الصومال، التي تسيطر على منطقة سناج المجاورة، مخاوف متزايدة بشأن احتمال انتشار مقاتلي تنظيم دعش إذا هزموا في باري وأجبروا على التراجع.
ويسلط هذا التطور الضوء على المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها حملة بونتلاند، والتي ترجع إلى المخاوف الأمنية بقدر ما ترجع إلى الثروة المعدنية الهائلة الموجودة الآن.
مستقبل عملية بونتلاند العسكرية
ويرى العديد من خبراء الأمن أن المساعدات الدولية حيوية في مواجهة العلاقة بين داعش والحوثيين ومنع زعزعة الاستقرار على نطاق أوسع في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر.
وتشكل الاستراتيجية الموحدة، التي يدعمها شركاء الصومال، ضرورة أساسية لتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل.
وقد تم تحديد الضربات الجوية كأداة حاسمة في الحرب ضد داعش، إن استخدام المسلحين لبنادق القنص والمواقع المرتفعة في الجبال يمنحهم ميزة استراتيجية.
وأشار خبراء الأمن إلى أن “كلما تم نشر الغارات الجوية، يضطر مقاتلو داعش إلى التراجع، مما يعطل عملياتهم ويجعل معاقلهم أكثر عرضة للخطر”.
ويمثل هجوم بونتلاند ضد داعش اختبارا حاسما لقدراتها العسكرية وتخطيطها الاستراتيجي.
وفي حين أن التحديات كبيرة، فإن النهج الشامل الذي يجمع بين العمل العسكري والمشاركة المجتمعية والتعاون الدولي يوفر أفضل آفاق النجاح. ومن المرجح أن تشكل نتيجة هذه العملية مسار جهود مكافحة الإرهاب في الصومال والمنطقة الأوسع.