أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية عن اعتقال الصحفية الإيطالية سيسيليا سالا في طهران، حيث تم احتجازها في سجن إيفين سيئ السمعة في إيران، وسط جهود لعقد صفقة تبادل للافراج عن تاجر الأسلحة الإيراني محمد عابديني نجف آبادي المعتقل في إيطاليا.
وأوضحت وزارة الخارجية الإيطالية أن سيسيليا، البالغة من العمر 29 عاما، أجرت مكالمتين مع عائلتها بعد اعتقالها. وتناقلت وسائل الإعلام الإيطالية أن الصحفية تم احتجازها في الحبس الانفرادي بسجن إيفين، وهو ما يعكس وضعها المقلق، ويعتقد أن سبب اعتقالها هو نشر مواد إعلامية تتعلق بإيران.
وفي تطور لاحق، أعلنت صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية عن إجراء مفاوضات لتبادل سيسيليا سالا مع محمد عابديني نجف آبادي، الذي اعتقل في ميلانو في ديسمبر. وذكرت الصحيفة أن هذه المفاوضات تهدف إلى تأمين الإفراج عن الصحفية الإيطالية مقابل الإفراج عن عابديني نجف آبادي. بالإضافة إلى ذلك، أفادت الصحيفة بأن الحكومة الإيطالية كانت على اتصال مع قادة المعارضة من أجل تجنب التصعيد والتهديدات بتنفيذ هجمات على الجمهورية الإسلامية في هذه “المرحلة الحرجة”.
وفقا لتقرير الصحيفة، قررت وزارة الخارجية الإيطالية نشر خبر اعتقال سيسيليا سالا بعد مرور سبعة أيام من الصمت، إثر مفاوضات سرية فاشلة مع السلطات الإيرانية للإفراج عنها. ومنذ 19 ديسمبر، تواصل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ووزير الخارجية أنطونيو تاجاني الجهود لتأمين الإفراج عن سالا، وتترأس أجهزة الأمن الخارجية الإيطالية (AISE) عملية الوساطة الدبلوماسية والاستخباراتية.
في هذا السياق، طالب الاتحاد الدولي للصحفيين بالإفراج الفوري عن سيسيليا سالا، وأدان تكتيكات إيران في سجن الصحفيين الأجانب لأغراض سياسية. حيث صرح الأمين العام للاتحاد، أنتوني بيلانجر، قائلا: “ندين تكتيكات إيران المتمثلة في سجن الصحفيين الأجانب من أجل تحقيق أهدافها”.
من جهة أخرى، تم اعتقال سيسيليا سالا بعد ثلاثة أيام من اعتقال محمد عابديني نجف آبادي في مطار ميلانو، مما أعاد إلى الواجهة قضية احتجاز الرعايا الأجانب كرهائن بغرض التبادل. وبحسب صحيفة “لا ريبوبليكا”، كانت المفاوضات الإيطالية تركز على إمكانية إطلاق سراح عابديني مقابل إطلاق سراح سالا، لكن مصادر في وزارة الخارجية الإيطالية أكدت أن هذا الموضوع “ليس جزءا من المفاوضات”.
وأضافت الصحيفة أنه تم استبعاد فكرة التبادل المالي أيضا من جانب الحكومة الإيطالية. كما أفاد بعض الدبلوماسيين الإيطاليين بأن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني ونائب رئيس الوزراء ألفريدو مانتوفانو تواصلا مع قادة المعارضة الإيطالية، بما في ذلك إيلي أشلين من الحزب الديمقراطي وجوزيبي كونتي من حزب الخمس نجوم، للتوصل إلى استراتيجية موحدة ولتجنب التصعيد العسكري ضد النظام الإيراني في هذه المرحلة الحساسة.
في وقت لاحق، أفادت وزارة الخارجية الإيطالية بأن سفيرتها في طهران، باولا أمادي، قد تمكنت من زيارة سيسيليا سالا في السجن يوم 26 ديسمبر، حيث أكدت أن الصحفية الإيطالية في صحة جيدة رغم احتجازها في ظروف قاسية.
جدير بالذكر أن محمد عابديني نجف آبادي، الذي جرت مفاوضات لتبادل سيسيليا معه، كان قد اعتقل في مطار ميلانو في 6 ديسمبر 2024 بعد وصوله من إسطنبول. وقد اتهمته وزارة العدل الأمريكية بتورطه في تزويد إيران بتكنولوجيا الطائرات بدون طيار، وهو ما يضيف بعدا آخر لهذا الملف الدبلوماسي المعقد.
وتظل قضية سيسيليا سالا في قلب الاهتمام الدولي، حيث تتابع العديد من الجهات المعنية تطورات الوضع بشكل دقيق، في ظل المساعي الدبلوماسية الإيطالية المستمرة لإيجاد حل لهذه الأزمة.