أعلنت القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) عن شن غارة جوية ناجحة ضد حركة الشباب الإرهابية في 24 ديسمبر 2024، بالقرب من بلدة كونيو بارو، وهي منطقة رئيسية يسيطر عليها المسلحون في منطقة شبيلي السفلى، جنوب غرب العاصمة مقديشو.
الضربة الجوية:
تم التخطيط للضربة الجوية بدقة عالية باستخدام الطائرات بدون طيار، لاستهداف مسلحين محددين من حركة الشباب.
وفقا لبيان أفريكوم، نجحت الضربة في القضاء على عدد من المقاتلين التابعين للجماعة المتشددة، مما يعد خطوة هامة في تقويض قدراتها العملياتية في المنطقة. يقع الموقع المستهدف على بعد حوالي 257 كيلومترا جنوب غرب مقديشو، ويعد من المناطق المعروفة بتواجد النشاط العسكري لحركة الشباب، التي لطالما استخدمته للتخطيط لهجمات إرهابية، التجنيد، وممارسة أنشطة تمويلية تهدف إلى تقويض حكومة الصومال.
التعاون مع الحكومة الفيدرالية:
أعلنت الحكومة الصومالية عن مقتل محمد مير، أحد كبار القادة في حركة الشباب، في عملية مشتركة تم تنفيذها بالتنسيق مع شريك أمني أجنبي، يعتقد أنه الولايات المتحدة.
كان مير يشغل دورا استراتيجيا في حركة الشباب، حيث كان مسؤولا عن التخطيط لعدة هجمات بارزة. وتعد وفاته ضربة قاسية للجماعة المتشددة، حيث أنها تعتبر فقدانا كبيرا في قيادتها العملياتية.
بينما لم تسم الحكومة الصومالية الولايات المتحدة بشكل رسمي كطرف مشارك في العملية، فقد أقرت بمشاركة قوى أمنية خارجية في هذه الضربة الناجحة.
ويعكس هذا التعاون بين الحكومة الفيدرالية الصومالية وأفريكوم جزءا من جهود مكافحة الإرهاب الدولية في الصومال، حيث تسعى الولايات المتحدة وشركاؤها إلى دعم الحكومة الصومالية في محاربة حركة الشباب وتعزيز استقرار البلاد.
الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب:
تظهر هذه العملية الدور المتزايد الذي تلعبه الولايات المتحدة في دعم الصومال في مواجهتها للإرهاب، خاصة وأن حركة الشباب تسعى للإطاحة بالحكومة الفيدرالية الصومالية وإقامة دولة إسلامية تسيطر عليها. وتشارك الولايات المتحدة في الصومال منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث قدمت التدريب العسكري، المعدات، والدعم الاستخباراتي للقوات الصومالية لتعزيز قدرتها على محاربة حركة الشباب، وهي خطوة أساسية في استراتيجية مكافحة الإرهاب في القرن الأفريقي.
التحديات الإنسانية والأمنية في الصومال:
تأتي هذه الضربة الجوية في وقت صعب بالنسبة للصومال، حيث تتزايد التحديات الأمنية والإنسانية في البلاد.
إلى جانب التهديدات الأمنية الناجمة عن حركة الشباب، تعاني الصومال من قضايا مناخية خطيرة مثل الجفاف والفيضانات، والتي أسفرت عن نزوح ملايين المواطنين وأدت إلى أزمة إنسانية خانقة.
ومع تزايد الضغط على الموارد الوطنية، تستمر الصومال في تلقي الدعم من المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، لمساعدتها في التعامل مع هذه الأزمات المعقدة والمتشابكة.
يمثل الهجوم الأخير ضد حركة الشباب في الصومال خطوة هامة في إطار الجهود الدولية المستمرة لمكافحة الإرهاب في المنطقة.
ويعكس التعاون الوثيق بين الحكومة الفيدرالية الصومالية وأفريكوم، فضلا عن الدعم المستمر من الولايات المتحدة، التزام المجتمع الدولي بمساعدة الصومال في مواجهة التهديدات الأمنية وتنمية قدراتها على المدى الطويل.
في الوقت ذاته، يظل التحدي الإنساني في البلاد قضية حاسمة تتطلب استجابة منسقة من جميع الأطراف المعنية، لضمان الأمن والاستقرار في المستقبل.