تطورات الأحداث في سوريا
في تطور جديد للأحداث في سوريا، أصدرت مجموعة تطلق على نفسها “المقاومة السورية في الساحل” بيانًا شديد اللهجة تتهم فيه “العصابات المسلحة” التي تولت الحكم في البلاد مؤخرا بارتكاب سلسلة من الانتهاكات الجسيمة بحق الشعب السوري. حذرت المجموعة من تداعيات استمرار هذه الانتهاكات وهددت بوقوع “حمام دم” في حال عدم التراجع عنها.
بيان “المقاومة السورية في الساحل”:
“إننا في المقاومة السورية في الساحل، والتي تضم في صفوفها أبناء دمشق والساحل ومدن سورية أخرى، ننظر ببالغ القلق إلى الأحداث المتسارعة في البلاد منذ تولي العصابات المسلحة زمام الأمور بدعم من قوى خارجية”.
وأضاف البيان: “لقد شهدنا منذ اليوم الأول لهذه المرحلة سلسلة من الانتهاكات الخطيرة التي طالت ممتلكات الدولة والمواطنين على حد سواء، وتسببت في زعزعة الأمن والاستقرار.”
في نفس السياق، أصدرت المجموعة بيانًا تطالب فيه السلطات السورية الجديدة بوقف ما وصفته بـ”الانتهاكات” التي ارتكبتها الجماعات المسلحة التي تولت الحكم في البلاد. ووفقًا للبيان، الذي وقعه أفراد من دمشق والساحل ومدن أخرى، فإن هذه الانتهاكات تشمل السرقات، الفوضى، والتخريب، إضافة إلى القتل والتنكيل بالمدنيين. واعتبرت المجموعة أن هذه الأفعال قد تؤدي إلى حمام دم، وحذرت من أن الوضع قد يصل إلى نقطة اللاعودة.
ركز البيان على ما وصفته بتصرفات “العصابات المسلحة” التي تولت السلطة “برضا ومباركة من أمريكا ودولة الاحتلال وحلف الناتو”. تضمنت الاتهامات التي وردت في البيان، ممارسات مثل سرقة الممتلكات العامة، قتل المدنيين في الشوارع والمنازل دون مبررات شرعية أو قانونية.
“نحن ما زلنا نتريث في استخدام العنف حقنا للدماء، ولا نسعى لإشعال الفتن، بل نطالب بسوريا عربية مستقلة.”
التطورات الأمنية في سوريا
شهدت بعض المناطق السورية في الأسابيع الأخيرة تصعيدًا أمنياً متزايدًا، لا سيما في مناطق دمشق وريفها وحمص، في إطار الحملة العسكرية التي تشنها إدارة العمليات العسكرية لتحرير الشام.
عمليات المداهمة في دمشق وريفها
ذكرت مصادر إعلامية أن إدارة العمليات العسكرية لتحرير الشام قد دخلت إلى حي المزة 86 بدمشق، حيث جرت مداهمات ضد فلول النظام السابق وسط اشتباكات مع مسلحين. بينما نفت مصادر أخرى هذه التقارير، مؤكدة أن القوات الأمنية لم تشن مداهمات واسعة، بل اعتقلت ثلاثة مسلحين تم الإبلاغ عنهم من قبل وجهاء الحي.
كما شهدت مناطق قدسيا، الهامة، جبل الورد وحي الورود بريف دمشق حملة أمنية واسعة النطاق بهدف تمشيط المنطقة من الأسلحة غير المصرح بها. تم فرض حظر تجوال في بعض المناطق المستهدفة لضمان سير العمليات، ودعت السلطات السكان للتعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.
حالات الاختطاف في حمص واللاذقية
في مدينة جبلة الساحلية، وقعت حادثة اختطاف يوم 13 من الشهر الجاري حيث قام مسلحون مجهولون باختطاف مواطن وابنه بعد استضافتهم في منزلهما. تم العثور على جثتيهما في مستشفى “تشرين” بعد 17 يومًا. كما تصاعدت عمليات الاختطاف في حمص، حيث تم اختطاف 6 مواطنين في حي العباسية، وتم العثور على جثثهم في اليوم التالي.
حادثات الاختطاف شملت أيضا اختفاء مواطنين في مناطق مختلفة مثل دوار باب الدريب وأوتوستراد الستين. كما اختطف مسلحون ضابطًا برتبة نقيب في ريف اللاذقية، بحجة عدم تسوية وضعه القانوني، وتم قتله بعد نقله إلى منطقة كازية عبادة.
حملة المداهمة في تلبيسة
في ريف حمص الشمالي، فرضت إدارة العمليات العسكرية حظر تجوال في مدينة تلبيسة، وبدأت حملة مداهمة لمنازل المطلوبين في قضايا مختلفة مثل “التشليح” (السرقة بالإكراه) والاتجار بالمخدرات والخطف. وقد سمع إطلاق نار كثيف خلال الحملة، حيث اعتقلت القوات الأمنية 9 أشخاص متهمين بهذه الجرائم.
الاستجابة الإعلامية وتباين المعلومات
فيما يتعلق بالعمليات الأمنية في دمشق وريفها، تباينت التقارير الإعلامية حول ما إذا كانت هناك مداهمات واسعة في حي المزة. فقد أكدت بعض المصادر أن إطلاق النار كان كثيفا وأن العملية استهدفت مسلحين رافضين للتسوية، بينما نفى موقع “صوت العاصمة” وجود أي إطلاق نار كثيف في الحي، وأوضح أن الاعتقالات كانت محدودة.
تستمر الأوضاع الأمنية في سوريا في التوتر والتصعيد، مع زيادة عمليات المداهمة والاعتقالات في مناطق متعددة من البلاد. في الوقت نفسه، يعكس بيان “المقاومة السورية في الساحل” حالة من الغضب والقلق تجاه ما يصفه بالانتهاكات التي ارتكبتها الجماعات المسلحة التي تولت الحكم، محذرا من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى مزيد من العنف والدمار.