كشفت تقارير أمريكية أن الوجود العسكري الأمريكي في الصومال سوف يشهد تدقيقا كبيرا من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في ظل حرب مقديشو ضد حركة الشباب الإرهابية وتنظيم داعش الإرهابي، مع قرار مجلس الأمن بإيفاد بعثة دعم للسلام، من المقرر أن تبدأ عملها فى يناير2025.
وتوقع خبراء أن يعيد ترامب النظر في الوجود العسكري الأمريكي في الصومال بعد أن كانت قواته قد عادت إلى هناك في عام 2022 بصفة استشارية، بقرار من الرئيس الأمريكي جون بايدن.
قرار 2020
هذه العودة كانت بعد عامين من سحب ترامب لمئات من أفراد الخدمة الأمريكية من الصومال في أواخر عام 2020.
وكان قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من الصومال أحد آخر الإجراءات التي اتخذها قبل مغادرته منصبه في ولايته الأولى.
الآن، مع اقتراب ولايته الثانية، هناك توقعات بأن يعيد ترامب النظر في هذه السياسة، بل وقد يعيد سحب القوات الأمريكية مرة أخرى.
الصومال في مواجهة الإرهاب:
الظروف الحالية في الصومال، بما في ذلك الصراع المستمر بين الحكومة المركزية الضعيفة في مقديشو والجماعات الإرهابية مثل حركة الشباب وتنيظم داعش بالإضافة إلى المجموعات المسلحة الأخرة، تبرر اتخاذ قرار سحب القوات الأمريكية.
على الرغم من الانتقادات، قرر الرئيس جو بايدن في عام 2022 العودة لنشر القوات الأمريكية في الصومال بشكل مستمر بعد قرار ترامب بسحبهم.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت قواتها كمستشارين للقوات الصومالية، مع تركيز خاص على وحدة “داناب” الصومالية التي تلقى إشادة من الجيش الأمريكي بكونها واحدة من أكثر الوحدات كفاءة في محاربة حركة الشباب.
القارة الأفريقية في ظل إدارة ترامب:
في ظل ولاية الرئيس الأمريكي المقبلة، دونالد ترامب، يتوقع أن يشهد الوجود العسكري الأمريكي في الصومال تغييرات كبيرة، حيث يتنوع سيناريو الوجود العسكري الأمريكي في الصومال وفقا للمتغيرات المحلية والدولية. هذه بعض السيناريوهات المحتملة:
- الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من الصومال
التفاصيل: في هذا السيناريو، قد تقرر إدارة ترامب سحب جميع القوات الأمريكية من الصومال، كما فعل في ولايته الأولى في عام 2020. يعود هذا الخيار إلى تزايد الانعزالية في السياسة الأمريكية ورفض الانخراط في النزاعات الإقليمية، خاصة إذا كانت تلك النزاعات لا تمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي الأمريكي.
الأسباب: ترامب قد يعزز سياسة “أمريكا أولا” التي تركز على تقليص التدخل العسكري في الخارج. ومن المرجح أن يتم تحويل الموارد العسكرية إلى مناطق أخرى مثل المحيط الهادئ لمواجهة التهديدات المتزايدة من الصين.
التداعيات: قد يتسبب هذا الانسحاب في تقوية الجماعات الإرهابية مثل حركة الشباب وتنظيم داعش في الصومال. كما قد يؤدي إلى تعقيد الوضع الأمني في منطقة القرن الأفريقي.
- تقليص عدد القوات مع إعادة تقييم دوري
التفاصيل: في هذا السيناريو، قد يتم تقليص العدد الإجمالي للقوات الأمريكية في الصومال بشكل كبير، مع التركيز على مهام استشارية ومراقبة عن بعد.
الأسباب: استمرار الحملة ضد الإرهابيين مثل حركة الشباب وتنظيم داعش قد يستدعي الحفاظ على بعض القوات الأمريكية لدعم الحكومة الصومالية، لكن دون التورط المباشر في المعارك.
التداعيات: سيؤدي هذا التوجه إلى تجنب الانخراط المباشر في النزاعات المسلحة بينما يبقى الوضع الأمني الصومالي تحت المراقبة الأمريكية. كما سيضمن وجود بعض الوجود العسكري الأمريكي لضمان استقرار الحكومة المركزية الصومالية.
- إبقاء القوات الأمريكية في دور استشاري مع دعم للجيش الصومالي
التفاصيل: ستستمر القوات الأمريكية في الوجود بشكل أساسي كمستشارين لدعم الجيش الصومالي في محاربة حركة الشباب وتنظيم داعش، مع تقديم التدريب والمساعدات الفنية.
الأسباب: بالرغم من تزايد الانتقادات بشأن دور الولايات المتحدة في الصومال، إلا أن هناك حاجة للتنسيق مع الحكومة الصومالية لمكافحة الإرهاب. ومع استقرار الوضع السياسي، قد تسعى الإدارة الأمريكية إلى الحفاظ على الوجود العسكري لدعم القوات المحلية.
التداعيات: هذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وصوماليا، مما يساهم في تعزيز قدرة الحكومة الصومالية في مواجهة التهديدات الإرهابية، رغم أن التوترات قد تستمر بسبب الوضع الأمني المعقد.
- زيادة الوجود العسكري الأمريكي وتوسيع دورها في مكافحة الإرهاب
التفاصيل: في هذا السيناريو، قد تقرر إدارة ترامب تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الصومال لمكافحة تهديدات حركة الشباب وتنظيم داعش بشكل أكبر، بما في ذلك زيادة الهجمات الجوية والطائرات بدون طيار.
الأسباب: في حال تفاقم الوضع الأمني أو ازدياد التهديدات الإرهابية في المنطقة، قد يكون هناك توجه لتعزيز الحضور العسكري الأمريكي لحماية المصالح الاستراتيجية في منطقة القرن الأفريقي.
التداعيات: زيادة الوجود العسكري قد تؤدي إلى تصعيد العنف في الصومال، مما ينعكس سلبا على الوضع الأمني في المنطقة. من ناحية أخرى، قد يسهم ذلك في تقويض قدرة المجموعات الإرهابية في استهداف المصالح الغربية.
- إشراك حلفاء أمريكا في مهمة تدريبية ودعمة شاملة
التفاصيل: قد تختار إدارة ترامب إشراك حلفاء آخرين في مهمة مكافحة الإرهاب في الصومال، مثل الدول الأوروبية أو الدول الأفريقية، لتعزيز الحضور العسكري الأمريكي بشكل غير مباشر.
الأسباب: في ظل التوجه نحو تقليص الوجود العسكري الأمريكي المباشر، يمكن للولايات المتحدة العمل على تعزيز التعاون الدولي من خلال تحالفات مع دول أخرى.
التداعيات: هذا السيناريو قد يخفف من العبء على القوات الأمريكية بينما يساعد في تشكيل تحالف متعدد الأطراف من أجل التعامل مع تهديدات الإرهاب، مما يعزز الشرعية الدولية للتدخل الأمريكي.
- التركيز على الدور الاستخباراتي والتقني
التفاصيل: سيكون الوجود العسكري الأمريكي في الصومال محدودا بشكل رئيسي في إطار الاستخبارات والمراقبة، باستخدام الطائرات المسيرة والتكنولوجيا المتطورة لملاحقة المتشددين.
الأسباب: بينما سيكون من الصعب تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في ظل التحديات المحلية والدولية، فإن الولايات المتحدة قد تركز على أنشطة أكثر فاعلية ومحدودة باستخدام تكنولوجيا المراقبة والضربات الجوية.
التداعيات: قد يتم تقليص التدخل العسكري المباشر، مع الحفاظ على وجود مستمر يضمن توفير الدعم الاستخباراتي للقوات المحلية، مما يقلل من الخسائر العسكرية الأمريكية.
تعتمد سيناريوهات الوجود العسكري الأمريكي في الصومال في ولاية ترامب الثانية على عوامل متعددة تشمل التطورات المحلية، التهديدات الإرهابية، والمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة. سيتعين على إدارة ترامب اتخاذ قرارات توازن بين تقليص الوجود العسكري الأمريكي وتعزيز الأمن المحلي، مع التركيز على تحقيق الاستقرار في ظل التحديات المستمرة.