اشتباكات في مدينة أوباري – ليبيا
شهدت مدينة أوباري جنوب غرب ليبيا اليوم الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الوطني الليبي وقوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني، أسفرت عن سيطرة الكتيبة 101 بقيادة أحمد الشامخ، التابعة للواء طارق بن زياد، على معسكر تيندي الاستراتيجي.
تفاصيل السيطرة على المعسكر
انطلقت الكتيبة 101 مساء يوم الإثنين من مدينة سبها باتجاه الجنوب الغربي، متوجهة إلى مدينة أوباري. وبعد ساعات من التقدم، تمكنت الكتيبة من السيطرة على معسكر جبل تيندي الاستراتيجي، الذي كان يخضع لآمر منطقة سبها العسكري، علي كنه، التابع لحكومة عبد الحميد الدبيبة. المعسكر يعتبر من أبرز النقاط العسكرية التي تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً، وهو يعد معسكراً حساساً بالنسبة للجيش الوطني الليبي.
المصدر العسكري يؤكد: “تمت عملية السيطرة على المعسكر بسرعة وكفاءة عالية، دون أن تسجل أي إصابات أو ضحايا في صفوف القوات المتقاتلة. استخدمت الكتيبة 101 الآليات العسكرية والأسلحة المتوسطة في هذه العملية، التي تمت دون مقاومة تذكر.”
خلفية عن معسكر تيندي و”علي كنه”
يخضع معسكر تيندي منذ فترة طويلة لآمر منطقة سبها العسكري علي كنه، الذي يعد أحد الشخصيات العسكرية البارزة في الجنوب الليبي، ويمثل الحكومة المدعومة من عبد الحميد الدبيبة. علي كنه كان يعتبر من أبرز القيادات العسكرية التي تسيطر على مخصصات مالية ضخمة، تشمل التموين والعتاد العسكري والسيارات، التي تمنح له من قبل الحكومة.
وتفيد المصادر أن علي كنه يستفيد من هذه المخصصات بشكل كبير، حيث تذهب نحو 30 مليون دينار ليبي سنوياً تحت تصرفه، منها حوالي 5 مليون دينار تذهب مباشرة إلى ابنه سليمان، إلى جانب المرتبات التي يتلقاها كنه من وزارة الدفاع. ويعتقد أن كنه يظل يشغل هذا الدور رغم تقدمه في السن، ويستفيد من شبكة علاقات مع قوى نافذة داخل الحكومة، أبرزها رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة ووكيل وزارة الدفاع عبدالسلام زوبي.
تحليل سياسي وتحركات متوازية
من جانب آخر، تأتي هذه السيطرة في وقت حساس، حيث شهدت مدينة سرت الأسبوع الماضي مواجهات مسلحة بين اللواء 128 بقيادة حسن الزادمة والكتيبة 77 الموالية لصدام حفتر، بقيادة محمد المزوغي، مما يسلط الضوء على التوترات العسكرية في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد.
ويعتقد بعض المحللين العسكريين أن السيطرة على معسكر تيندي قد تحمل مغزى سياسياً في إطار التنافس على النفوذ بين القوى السياسية والعسكرية في ليبيا، خصوصاً بعد زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى حفتر، وهو ما قد يعكس رغبة في تصعيد النفوذ على حساب الحلفاء المحليين لحكومة الدبيبة.
مستقبل منطقة تيندي
مع السيطرة على معسكر تيندي، يتزايد الضغط على القوات الموالية لحكومة الدبيبة في الجنوب الليبي. ومع استمرار التوترات العسكرية في مناطق أخرى مثل سرت وسبها، يبقى الوضع العسكري في ليبيا مرشحاً لمزيد من التصعيد في المستقبل القريب، خاصة مع تحركات القوات التابعة للجيش الوطني الليبي نحو فرض مزيد من السيطرة على المعسكرات الاستراتيجية في الجنوب.
تستمر التحركات العسكرية في ليبيا في التزايد، حيث نجحت الكتيبة 101 التابعة للجيش الوطني الليبي في السيطرة على معسكر تيندي، في خطوة قد تؤثر على التوازنات العسكرية والسياسية في الجنوب الليبي. وفي الوقت نفسه، تبرز القضايا المتعلقة بالفساد واستخدام المخصصات العسكرية في ظل الهيمنة المستمرة لشخصيات مثل علي كنه، التي استفادت من الأوضاع الأمنية والسياسية التي أعقبت ثورة فبراير.
ملاحظة: كان معسكر تيندي، المعروف أيضا باسم معسكر علي كنه، يخضع لسيطرة آمر منطقة سبها العسكرية، علي كنه، التابع لحكومة الوفاق الوطني. وقد شهد المعسكر تحركات عسكرية مكثفة خلال الساعات الماضية، قبل أن تشن قوات الجيش الوطني الليبي هجوماً واسع النطاق عليه.
وسيطر الجيش الوطني الليبي على معسكر جبل تيندي بعد دخول مدينة أوباري، حيث كان المعسكر يخضع لآمر منطقة سبها العسكري “علي كنه” التابع للمجلس الرئاسي.